حكاوى زمان، بسبب البخت والتنجيم.. حكاية مقلب أنيس منصور في أحمد رجب
فى مثل هذه الأيام كل عام، يكثر الحديث عن التنجيم وتوقعات الفلكيين والأبراج لأحداث عام جديد، وفى مجلة «آخر ساعة» فى ديسمبر عام 1969 كتب الكاتب الساخر أحمد رجب مقالا بمناسبة نهاية العام واستقبال عام جديد، ورأيه فى الفلك والتنجيم، قال فيه:
يستحسن أن أقول فى البداية إنى لا أفهم شيئا فى علم الفلك، فكل معلوماتى عنه تنحصر فى أن فى القاهرة شارع اسمه شارع الفلكى، أنا لا أفهم فى النجوم ولا فى التنجيم وقراءة الطالع، غير أن هذا لا يمنع من الاعتراف بأننى اشتغلت منجما عندما كنت أحرر باب «بختك هذا الأسبوع».
فى كتابة باب البخت لم أكن أشتغل بالتنجيم بقدر ما كنت أحاول بث التفاؤل فى نفوس قراء البخت، فما الذى يمنعنى من أن أقول لمواليد برج العقرب مفاجأة سارة فى انتظارك مع العام الجديد، وأن أقول لمواليد برج الحوت سعادة فى محيط الأسرة، وأن أبشر مواليد الميزان بفلوس زى الرز..
صحيح أن المفاجأة السارة لواحد من مواليد برج العقرب قد تكون إيقافه عن العمل وإحالته إلى النيابة الإدارية، وبالنسبة لواحد حوتى قد تكون السعادة فى محيط الأسرة هى خناقة لرب السما تنتهى بعبارة «والله ما أنا قاعد لك فى البيت»، ولمواليد برج الميزان الفلوس زى الرز، وقد يكون دايخ على جنيه سلف لأول الشهر، كل هذا صحيح لكنه لا يمنع من أن أعطى القارئ الأمل، وأملأ صدره بالتفاؤل بالسنة الجديدة..
أننى كنت بهذا البخت أحاول أن أعالج صديقا يتوهم أنه مصاب بالقلب رغم تأكيدات الأطباء سلامة قلبه، فكان يسعد ويتفاءل بما أكتبه له عن تمتعه بكامل الصحة والعافية، وانتهى به الأمر إلى الانبهار بذلك الفلكى الهندى العظيم «بنادورا» الذى يكتب البخت -كما أفهمته- مع أن البنادورا هى اسم الطماطم فى سوريا ولبنان..
الغريب أنه على العكس من ذلك فعل أنيس منصور حين أزعج طائفة من القراء لا ذنب لهم إلا أنهم من مواليد البرج الذى أنتمى إليه، فقد قمت بإجازة ليتولى «أنيس» تحرير البخت، فإذا هو كل أسبوع يتنبأ بمصائب ستقع فوق دماغى..
وكان أنيس منصور يختتم قائمة المصائب بعبارة (التعساء هم مواليد 20 نوفمبر)، وفى أسبوع آخر يقول (المعذبون هم مواليد 20 نوفمبر)، وثالث (الأموات هم مواليد 20 نوفمبر).
أما لماذا يكتب أنيس منصور هذه الأمانى الطيبة لى فلأننى كنت فى إجازة لأتزوج، ولم أحاول بعد ذلك أن أنتقم منه، فقد تزوج أنيس منصور بعدى على طول، تلك هى علاقتى بالنجوم والتنجيم وبختك هذا الأسبوع فى فترة من الفترات، فلا أنا فلكى ولا أفهم فى الفلك. لكن هناك مغفلين كثيرين يهمهم هذا الأمر.