رئيس التحرير
عصام كامل

عيد الختان المجيد

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بهذا العيد السيدى الصغير، حسب طقوسها وتقاليدها المقدسة فى 6 طوبة الموافق 14 يناير من كل عام ميلادى، ولما تمت ثمانية أيام من ولادته، فقد قامت السيدة العذراء مريم البتول بختن ابنها الوحيد حسب الشريعة ووفقًا للتقاليد اليهودية.. لماذا الختان؟ ولماذا فى اليوم الثامن؟ 

 

عيد الختان هو إحدى علامات العهد بين الله الأزلى وشعبه  فهو علامة التطهير أو ختم العهد مع الشعب إذ يقول الله لابراهيم فى العهد القديم "هذا هو عهدى الذى تحفظونه بينى وبينكم وبين نسلكم من بعدكم يختن منكم كل ذكر" (تكوين 17:9). 

 

ويوضح لنا الكتاب المقدس عن شريعة الختان فى العهد القديم (سفر التكوين وسفر اللاويين وسفر آرميا) وفى العهد الجديد فى إنجيل القديس لوقا الأنجيلى وسفر أعمال الرسل ورسائل القديس بولس الرسول فى العبرانين وفى فيلبى.

وشريعة الختان أعطيت لإبراهيم (تكوين 4:21) ونصت عليها الشريعة قائلة "وختن إبراهيم  كليم الله وإسحاق ابنه وهو ابن ثمانية أيام كما أمره ُ الله" وفى (لاويين 3:12) ونصت عليها الشريعة قائلة "وفى اليوم الثامن يختن لحم غرلته".

 

إذًا الختان علامة عهد بين الله وابراهيم الذى اختتن هو وأهل بيته. ثم تجد فى عهد موسى النبى وكان يتم ختان جميع الأطفال الذكور فى اليوم الثامن من ميلادهم. ويتم الختان في اليوم الثامن للميلاد ويعطى الاسم للمولود وبعد الختان علامة عهد شخصى بين الله وبين كل فرد من شعبه  (أعمال الرسل 8:7). ويسمى عهد الختان، فالختان هو تكريس للرب "اختتنوا للرب وانزعوا غرل قلوبكم يارجال يهوذا وسكان أورشليم" (إرميا 4:4). وكل من لا يختتن تقطع تلك النفس من شعبها.. 

 

وهنا نرى الطفل يسوع المسيح الابن المتجسد مطيعًا لقوانين موسى النبى.. وهذا لكى يعلمنا حفظ الوصايا، وليتمم كل بر ولولا يختتن لما قبله اليهود وسمعوا كلامه كمعلم ونبيًا. 

 

ويقول موسى النبى "ويختتن الرب إلهك قلبك وقلب نسلك لكى تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك فتحيا"(تثنية 6:30)،  "ختان القلب بالروح هو الختان الذى مدحه ليس من الناس بل من الله" (رومية 29:2). فالختان يشير روحيًا إلى قطع شهوة الخطية والنجاسة وكل الأهواء، ليس من العضو المختون فقط بل ختن القلب والفم والآذن حتى يكون الإنسان طاهر يعيش عهد النعمة والقداسة مع الله..

 

 

وهنا يشير الختان إلى الطاعة لوصايا الله كما يقول بولس الرسول: "إن كنت متعديًا الناموسى فقد صار ختانك غرلة"(رومية  25:2). فالختان هو علامة الانضمام لشعب الله فى العهد القديم، وصارت المعمودية هى علامة الانضمام لشعب الله فى العهد الجديد.. وكل عام وأنتم بخير.

الجريدة الرسمية