إنهم يزرعون الأمل.. على نفقة الدولة!
أي نجاح طبي جديد ينعش آمال المرضى لابد من تسليط الأضواء عليه؛ فمثل هذه الأعمال هي نجاحات حقيقية تحققت بالتعب والسهر والجهد المضني صنعها نجوم حقيقيون هم أولى بحفاوتنا ودعمنا كغيرهم من المبدعين في مجالات حياتية ترتبط بتخفيف معاناة الإنسان في كل مكان.. هؤلاء في رأيي هم النجوم الحقيقيون الذي يصنعون القيمة المضافة ويمسحون دموع الألم ويزرعون نبتة الأمل في النفوس التي تجعل الحياة ممكنة رغم ما فيها من قسوة ومعاناة قد لا يحتملها البعض.
منذ أيام جرى الإعلان عن نجاح أول زراعة رئة في مصر؛ وهو إنجاز طبي لو تعلمون عظيم ولا يقلل منه أبدًا ما وقع من حزن على وفاة صاحبة أول رئة مزروعة في مصر؛ فالفريق الطبي القائم على العملية- كما قيل- لن يغلق الأبواب أمام المرضى الراغبين في خوض التجربة لإنقاذ حياتهم، وفقا لتصريحات الدكتور محمد حسين، رئيس وحدة زراعة الرئة بجامعة عين شمس.
الاجتهاد هنا مشكور ومطلوب ما دام يمضي بضوابط علمية ومعايير عالمية لا تقل عن مثيلاتها في الخارج بما يعطيه من دلالات ورسائل أمل وثقة في المستقبل تقول بوضوح إننا نستطيع بما نملكه من عقول وكفاءات وخبرات يسندها تاريخ حضاري عريق أن ننافس في كل المجالات لاسيما الطب الذي يستهدف بالدرجة الأولى تخفيف معاناة المرضى المنكوبين في أعز ما يملكون وهو صحتهم وقدرتهم على الحياة بلا متاعب ولا منغصات..
زرع كلية بالمنظار
واليوم نحتفي بإنجاز آخر لا يقل روعة في معناه ومغزاه ومبناه؛ حيث نجح المعهد القومى للكلى والمسالك البولية التابع للهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية فى إجراء أول عملية زراعة كلى عن طريق استخدام منظار البطن على نفقة الدولة.
هذا النجاح يكتسي أهمية خاصة؛ ذلك أنه يحدث لأول مرة بمستشفيات وزارة الصحة، وكعادتها في السبق والريادة تمكنت الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية عبر تطبيق أحدث التقنيات العلمية العالمية داخل وحداتها من كتابة تاريخ جديد للصحة في مصر.
لا شك أن مثل هذا النوع من الجراحات يعد أملا جديدا لمرضى زراعة الكلى، ويعد علاجًا أمثل لمرضى الفشل الكلوى؛ ذلك أن منظار البطن كما يقول الدكتور محمد فوزي السودة رئيس الهيئة يمتاز بأن تعافى المريض يتم بشكل أسرع، ويمكنه الخروج من المستشفى بعد 24 ساعة فقط من إجراء تلك الجراحة..
كما أن نسبة الألم وخطر التعرض للعدوى الجراحية وحدوث نزيف أقل بكثير عن الجراحات المفتوحه التقليدية، مما يجعل منظار البطن هو الخيار الأمثل الحالى لأغلب العمليات الجراحية علي مستوى العالم ولا يفوتنا أن نشيد بالفريق الطبى المتميز الذي أجرى تلك العملية المهمة برئاسة الدكتور علاء جاويش استشاري جراحة الأوعية الدموية والمناظير..
ومعاونة الدكتورعمرو حسين استشاري جراحة المسالك البولية، ومساعديه الدكتور أمير متولي والدكتور كريم عبد العزيز اخصائيي جراحة المسالك البولية، وإشراف الاستاذ الدكتور أحمد عبدالمنعم رئيس فريق جراحة زراعة الكلى بالمعهد والدكتور عمرو منير رئيس قسم المسالك البولية بالمعهد، وباقي فريق زراعة الكلى بالمعهد القومي للكلى والمسالك البولية تحت قيادة عميد المعهد الدكتور محمد صلاح الدين زكي..
تحية لكل جهد مخلص وكل يد تبني وتمسح آلام الناس وتدخل السرور إلى قلوبهم.. ما أحوجنا لاستنساخ تجارب النجاح المحلية فتلك رسائل في مستقبل مشروق يولد من واقع صعب ندعو الله أن نتعافى منه بأسرع ما يمكن!