استنساخ النجاح.. صادراتنا الزراعية نموذجًا؟!
ما حققناه من طفرة غير مسبوقة في صادراتنا الزراعية الطازجة خلال العام المنقضي بنحو 6 ملايين طن بنهاية شهر ديسمبر الماضي، وهو رقم لم يتحقق في تاريخ الصادرات الزراعية المصرية.. هذا الرقم أعلنه وزير الزراعة السيد القصير أمام البرلمان خلال الأيام الماضية..
مؤكدًا أن صادراتنا (من 350 سلعة تقريبًا) نجحت في النفاذ إلى 160 سوقًا خارجية؛ حيث بلغ عدد الأسواق التي تم فتحها بين 2018 و2022 ما يزيد على 83 سوقًا منها 27 سوقًا تصديريًا خلال 2022 وحده.. وتحقيق مثل هذا الرقم الكبير للصادرات نتاج جهود شاقة وترتيبات ومفاوضات استغرقت وقتًا لضمان تصدير منتج ذي جودة يتمتع بقدرة تنافسية عالية تضمن استمرارية نفاذه لهذه الأسواق.
الصادرات الزراعية وتوطين الصناعات
مثل هذا النجاح المهم يطرح تساؤلات عديدة في ظل ما نشهده من موجات غلاء وتضخم بعضها مستورد وبعضها صنعه جشع بعض التجار وغيبة الرقابة.. ماذا عن موقف المحاصيل الإستراتيجية كالقمح مثلًا أو الذرة وفول الصويا وغيرها من زراعات حيوية تدخل في غذاء الإنسان وعلف الحيوان لاسيما التي تحلق أسعارها الآن في السماء..
ماذا تفعل أكثر من 16 كلية زراعة في مصر.. أين الأبحاث الزراعية والحيوانية التي أنتجتها عقول فذة أثق أنها موجودة وتعمل ولا يزال إنتاجها مركونًا في الأدراج ينتظر الإذن بالخروج للتطبيق وصناعة الفارق في وقت تشتد فيه حاجتنا لكل جهد مثمر وكل عقل منتج وكل ساعد يقدر على البناء!
لا شك أن مصر نجحت في رفع الحظر عن جميع حاصلاتها الزراعية المصدرة إلى بعض دول الخليج العربي ورفع القيود والفحوصات الإضافية لدول الاتحاد الأوروبي.. وهو جهد مشكور لكل جهات الدولة التي عملت معًا وبتنسيق متكامل لتحقيق هذا الهدف..
والأمل كبير أن تكتمل أيضًا مسيرة الدولة بتوطين الصناعات لاسيما ذات تالتكنولوجيا الفائقة وأن تتضاعف أيضًا صادراتنا الصناعية أكثر وأكثر حتى تتوفر العملات الصعبة التي تمنح الاستقرار لأسواق الصرف وتمتص موجات التضخم وغلاء الأسعار غير المبرر الذي يشعر به كل مواطن ويعاني منه الفقراء أكثر من غيرهم.
مصر غنية بالكوادر وفرص التقدم في كل مجال.. فقط تحتاج لتضافر الجهود ورعاية النابهين واحتضان الأفكار الخلاقة والعقول النيرة التي إن لم تجد فرصتها هنا هاجرت للخارج أو هجرت تخصصها للعمل في أي مجال آخر لا يحقق لهم ولا لبلدهم الذي أنفق عليهم بلا حدود الغاية المرجوة.. تحية لكل جهد مبدع ولكل من يقدم من نفسه عملًا يستحق الإشادة والثناء ويحقق صالح البلاد والعباد.