حكاوي زمان، أنيس منصور يكتب خدعوك فقالوا الجوع يطيل العمر
ردا على دعوات التخسيس التى أطلقت نهاية القرن الماضي وبداية هذا القرن لكي يطول عمر الإنسان بدون أمراض، كتب الصحفي أنيس منصور مقالا يقول فيه حار العلماء فى تفسير الأسباب التي تجعل الإنسان طويل العمر بدون أمراض، وكان آخر ما اهتدوا إليه «الجوع».
فالجوع يجعل الجسم الإنسانى مستريحا معظم الوقت، ولأن المعدة هى بيت الداء فالجوع يبعد الإنسان عن الأمراض، وخاصة الفتاكة التى أصبحنا نسمع عنها، فالمعدة لا تعمل إلا قليلا، والكبد لا يفرز، ولا البنكرياس، والأمعاء لا ترهق نفسها فى الامتصاص والطرد..
مظاهر الجوع
أي أن البدانة ترهق القلب الذى يجب أن يضخ الدم إلى الجسم الضخم، والإنسان النحيف أطول عمرا من الإنسان التخين، وقد استنتج بعض العلماء أيضًا أن حبوب التخسيس تطيل العمر أيضًا، لأنها تجعل الجسم رشيقا بعيدا عن امتلاء الكرش بالأكل، لكن عيب حبوب التخسيس أنها مثل كل الأدوية، والأدوية تشبه الصابون الذى ينظف الملابس وهو فى نفس الوقت يمزق خيوطها ويذهب ببريقها.
والأدوية من أي نوع تشفى من المرض لكنها فى نفس الوقت توجع القلب وتحرق جدران المعدة وتجعل الإنسان مستعدا فى أي وقت لأن يصاب بالهزال وقرحة المعدة والأمعاء، كما أن بعض الأدوية يتحول إلى سموم إذا أضيفت إليه أدوية أخرى. ومعظم الناس لا يعرفون ذلك، والذين يعرفون -وهم الأطباء- أقل الناس تناولا للدواء..
وقال العلماء إن من مظاهر الجوع التى تطيل العمر أن الإنسان لا يأكل اللحم كثيرا، وأن يكتفى بالفاكهة، وأن يشرب من ماء النهر مباشرة، وماء النهر ليس نقيا ولا خالصا من الطفيليات، فهل هذه الطفيليات هى التى تطيل العمر؟ صحيح هناك بعض البكتيريا مفيدة للجسم، ولكن هل معقول أن البكتيريا أو الفطريات أو الطفيليات الموجودة فى الماء تحمل أشكالا وألوانا من الميكروبات تطيل العمر؟
اهتدى مؤخرا طبيب أمريكى إلى أن التعرض لأشعة الشمس يقصف العمر، لذلك قصرت أعمار أبناء المناطق الحارة، ولكن فى نفس الوقت قصرت أعمار الإسكيمو سكان المناطق الجليدية، فهل الحر الشديد مثل البرد الشديد كلاهما يميت فى سن مبكرة؟ إذن ما الذى يطيل العمر؟
لا توجد إجابة واحدة عن هذا السؤال اتفق عليها كل العلماء، فهناك عشرات الأسباب تطيل العمر، وتنتهى البحوث كلها بأنها لاحظت وسجلت وفسرت، ولم تهتد إلى إجابة شافية واحدة، وبذلك خدعوك فقالوا إن الجوع والتخسيس يطيل العمر، ولكن يريح الإنسان نفسه لو قال «الله أعلم».