حكاوى زمان.. حكايات السعدنى مع ستات الضرائب وخراب البيوت!
فى مجلة صباح الخير عام 1967 كتب محمود السعدنى مقالا بسبب معاناته مع مأمورى الضرائب من الجنس الناعم قال فيه:
مصلحة الضرائب بالجيزة خصصت للعبد لله مشكورة مأمورة ضرائب واحدة ست اسمها “وفاء”. ولما كان الممول محمود السعدنى رجلا، ولأن الرجال قوامون على النساء، فكان لا بد أن أذهب أنا إلى الست المأمورة دون استدعاء، ودون إخطار لأعرض على الست المأمورة مكاسبى ومرتبى ومصاريفى ومصاريف العائلة لتقوم هى بمحاسبتى ومطالبتى.
فإذا عجزت عن دفع الحساب مثلا كان على أيضًا أن أذهب إليها لتضع القيد فى يدى وتدخلنى إلى السجن حتى أدفع ولا حول ولا قوة إلا بالله. وبما أننى لم أذهب إلى الست وفاء ولم أقدم لها الكشوفات والحسابات فقد تحركت الست المأمورة مشكورة وأرسلت لى خطابا على عنوانى القديم بشارع ربيع الجيزى، فلما ردت مصلحة البريد الخطاب إلى الست المأمورة سارعت وطلبت من نيابة التهرب أن تسعى وراء الممول محمود السعدنى، لأنه انتقل من مسكنه إلى مسكن آخر خشية أن يهرب أمواله إلى الخارج.
واحتياطا لكل أمر فقد ربطت المأمورة حساب الضريبة على العبد لله بتقدير جزافى منذ عام 1960 إلى 1963 وقامت بالحجز على العبد لله بمبلغ 500 جنيه وكذا قرش، وتم الحجز على مرتبى فعلا بروزاليوسف بالرغم من أننى لم أكن فى تلك الفترة موجودا بمصر. قلت ما باليد حيلة أذهب إلى المأمورة أشرح لها حالى، خطفت رجلى إلى مصلحة الضرائب وسألت على المأمورة قالوا عند الكوافير.
وذهبت بعد أيام لعل المأمورة تكون تزينت فلم أجدها أيضًا وقالوا هى تعمل دراسات عليا وتدرس لأنها تحب العلم وتكره الجهل لذلك تكره العبد لله، ودعيت لها بالنجاح والفلاح ودعيت على نفسى بكثرة الديون والحجوزات وخراب البيوت.
ولم تمضِ شهور حتى جاءت الخطابات من جديد على دار روزاليوسف بتقدير جزافى وعلى نفس السنوات، وأصبحت الحجوزات بالفوائد 1380 أهيف. ومع أن روزا تخصم منى ربع مرتبى كل شهر إلا أن الست وفاء ما زالت تبحث ورائى وكأنى تاجر سمنة فى سوق الثلاثاء ويخشى من هروبى إلى ليبيا، رغم أنى صحفى مشهور وعضو فى نادى القصة واتحاد الأدباء واسمى مدرج فى دليل التليفون.
والآن أسأل السيد وزير الخزانة المسئول عن مصلحة الضرائب.. هل تذهب إلى مأمورية ضرائب الجيزة لترى المكاتب وقد خلت من الستات المأمورات؟ أما المتواجدات منهن فهن مشغولات بالمراية وأحمر الشفاه والأمشاط.. مجرد سؤال!
