حتى يطمئن الناس
أمر مهم أن يهتم الرئيس السيسي أمس وهو يقدم تهنئة عيد الميلاد للأخوة المسيحيين بطمأنة الناس الذين يشعرون بالقلق على بلدهم ومستقبلهم.. فهم يحتاجون بالفعل لمن وما يطمئنهم على أن بلدهم سوف يتجاوز هذه الازمة الاقتصادية لتمضى في سبيل التنمية وتوفير الحياة الكريمة لهم، وأن معاناتهم مع الغلاء سوف يكون لها نهاية وأنهم سوف يتخلصون من ضغوطه الشديدة البأس عليهم..
غير أن الرئيس يحتاج لكل من يعاونوه أن يشاركوه بشكل دائم ومستمر ولا يتوقف طمأنة الناس لدعم قدرتهم على تحمل هذا الغلاء.
وإذا كنّا نحتاج لخطة محكمة وجيدة لتجاوز تلك الأزمة الاقتصادية فإننا نحتج معها أيضا لخطة لطمأنة الناس أولا أننا نسلك السبيل الصحيح للتخلص من الأزمة وأن خطتنا فاعلة في هذا الصدد وتتسم بالمرونة لمواجهة أية تغيرات تطرأ على الأوضاع الاقتصادية، وقابلة للتجاوب مع أية مقترحات أو أفكار من خارج دائرة من يديرون الاقتصاد.
وهذا يقتضى أن تلتزم الحكومة مع الناس بأقصى قدر ممكن من الشفافية والافصاح والمصارحة.. وتكف عن مفاجأتهم بقراراتها هى والبنك المركزى.. ولذلك عليها أن تشرح للناس مقدما ماذا ستفعله ولماذا تفعله وما جدواه وأيضًا ما هى تداعياته وآثاره الجانبية على اوضاعنا الاقتصادية الراهنة والمستقبلية..
وعليها أن تنصت جيدا لملاحظات الناس ومقترحات الخبراء وأن تتسم بالمرونة في التعامل معها لانها لا تحتكر الصواب وحدها حتى وإن كانت تملك أكبر قدر من المعلومات، وأن تفسر للناس موقفها من هذه الاقتراحات إذا كانت تراها غير مقبولة أو غير مجدية أو ضارة..
وعليها أيضا أن تحرص على أن تترجم أقوالها إلى أفعال تؤثر في أحوال الأسواق وأسعار السلع المتداولة فيه، خاصة السلع الغذائية التى استأثرت بأعلى معدل ارتفاع في اسعارها كما تفيد بيانات جهاز التعبئة والاحصاء حول التضخم، ويتحقق ذلك بمواجهة الممارسات الاحتكارية التى شاعت فيها.
بذلك يمكن أن يهدأ قلق الناس وتزيد قدراتهم على تحمل الغلاء حتى ينقشع وتخف ضغوطه عليهم.