رئيس التحرير
عصام كامل

الشاطرة تغزل برجل حمار.. أساتذة تدبير منزلي يضعون روشتة لربات البيوت

ربات البيوت، فيتو
ربات البيوت، فيتو

في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬غير‭ ‬المستقرة‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬مصر‭ ‬والعالم‭ ‬أجمع،‭ ‬خاصة‭ ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬وما‭ ‬ترتب‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬غلاء‭ ‬شديد‭ ‬بالأسعار‭ ‬ونقص‭ ‬في‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية،‭ ‬تقف‭ ‬المرأة‭ ‬المصرية‭ ‬صامدة‭ ‬لحماية‭ ‬أسرتها‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الغلاء،‭ ‬ومحاولة‭ ‬تقليل‭ ‬الأعباء‭ ‬المادية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تحدثنا‭ ‬فيه‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬أساتذة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتدبير‭ ‬المنزلي‭.‬


من‭ ‬ناحيته،‭ ‬يقول‭ ‬الدكتور‭ ‬خالد‭ ‬القاضي‭ ‬عميد‭ ‬كلية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المنزلي‭ ‬بجامعة‭ ‬حلوان،‭ ‬إنه‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ربة‭ ‬منزل،‭ ‬أن‭ ‬تنظم‭ ‬احتياجات‭ ‬الأسرة،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الأولويات‭ ‬والضروريات‭ ‬لترشيد‭ ‬الاستهلاك،‭ ‬ويجب‭ ‬أيضًا‭ ‬معرفة‭ ‬حاجة‭ ‬الفرد‭ ‬داخل‭ ‬الأسرة‭ ‬من‭ ‬الطعام‭ ‬يوميًا،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬طفل‭ ‬أو‭ ‬شاب‭ ‬أو‭ ‬عجوز،‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬سيساعدها‭ ‬فى‭ ‬شراء‭ ‬الطعام‭ ‬على‭ ‬حسب‭ ‬حاجة‭ ‬الأسرة‭ ‬فقط‭.‬


وأضاف‭ ‬“القاضي”،‭ ‬أن‭ ‬الطعام‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬وسيلة‭ ‬لعيش‭ ‬الإنسان‭ ‬وبقائه‭ ‬على‭ ‬الحياة،‭ ‬وليس‭ ‬للرفاهية‭ ‬أو‭ ‬لتقضية‭ ‬وقت‭ ‬الفراغ،‭ ‬لأن‭ ‬تناول‭ ‬الطعام‭ ‬بكثرة‭ ‬يسبب‭ ‬السمنة‭ ‬وعليه‭ ‬تنتشر‭ ‬الأمراض،‭ ‬فالجسم‭ ‬يحتاج‭ ‬نسبا‭ ‬بسيطة‭ ‬يوميًا‭ ‬من‭ ‬البروتين‭ ‬والكربوهيدرات‭ ‬والفيتامينات‭ ‬والمعادن‭ ‬للعيش‭ ‬بدون‭ ‬مشكلات،‭ ‬فلو‭ ‬كل‭ ‬ربة‭ ‬منزل،‭ ‬وضعت‭ ‬فى‭ ‬حسبانها‭ ‬ذلك‭ ‬الأمر‭ ‬ستدخر‭ ‬فى‭ ‬شراء‭ ‬السلع‭ ‬الغذائية،‭ ‬فلا‭ ‬مانع‭ ‬من‭ ‬شراء‭ ‬كميات‭ ‬الخضراوات‭ ‬والفاكهة‭ ‬على‭ ‬حسب‭ ‬احتياج‭ ‬الأسرة‭ ‬فقط،‭ ‬مثل‭ ‬شراء‭ ‬نصف‭ ‬كيلو‭ ‬موز‭ ‬أو‭ ‬نصف‭ ‬كيلو‭ ‬برتقال‭.‬

 

ارتفاع الأسعار

وأوضح‭ ‬الدكتور‭ ‬خالد‭ ‬القاضى،‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬أن‭ ‬تضرب‭ ‬بيد‭ ‬من‭ ‬حديد‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬جشع‭ ‬التجار،‭ ‬الذين‭ ‬يرفعون‭ ‬الأسعار‭ ‬على‭ ‬هواهم،‭ ‬فبمجرد‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬أحدهم‭ ‬أن‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬ارتفع‭ ‬يقوم‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬تلقاء‭ ‬نفسه‭ ‬برفع‭ ‬أسعار‭ ‬السلع،‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬للمواطن‭ ‬البسيط،‭ ‬لذا‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬تفعيل‭ ‬القوانين‭ ‬وتشديد‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬الأسواق‭ ‬لحماية‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬جشع‭ ‬التجار‭.‬


وتقول‭ ‬بسمة‭ ‬السباعى‭ ‬خبيرة‭ ‬التدبير‭ ‬المنزلى،‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ربة‭ ‬منزل‭ ‬تحديد‭ ‬أولوياتها‭ ‬والسلع‭ ‬الضرورية‭ ‬وكتابتها‭ ‬فى‭ ‬ورقة،‭ ‬مع‭ ‬تحديد‭ ‬مصروفات‭ ‬الأسرة،‭ ‬وشراء‭ ‬الاحتياجات‭ ‬فقط،‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬ما‭ ‬نريدها،‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬يجعلنا‭ ‬ننفق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬ميزانية‭ ‬المنزل،‭ ‬وعند‭ ‬شراء‭ ‬الاحتياجات‭ ‬من‭ ‬الطعام،‭ ‬يجب‭ ‬الشراء‭ ‬كل‭ ‬شهر‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬كل‭ ‬أسبوع،‭ ‬لأن‭ ‬الشراء‭ ‬اليومى‭ ‬يدمر‭ ‬الميزانية،‭ ‬أولا،‭ ‬ويهدر‭ ‬أطعمة‭ ‬وسلع‭ ‬كثيرة،‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬عدم‭ ‬تحضير‭ ‬طعام‭ ‬بكميات‭ ‬كبيرة‭ ‬وأصناف‭ ‬عديدة،‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬يهدر‭ ‬الطعام‭.‬


وأضافت‭ ‬‮«‬السباعى‮»‬،‭ ‬يجب‭ ‬شراء‭ ‬كل‭ ‬سلعة‭ ‬من‭ ‬مكانها‭ ‬المخصص،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬شراء‭ ‬اللحوم‭ ‬والدجاج‭ ‬من‭ ‬عند‭ ‬الجزار،‭ ‬والخضراوات‭ ‬من‭ ‬السوق‭ ‬وهكذا،‭ ‬ويفضل‭ ‬شراء‭ ‬السلع‭ ‬من‭ ‬محال‭ ‬الجملة‭ ‬لأنها‭ ‬تكون‭ ‬أقل‭ ‬ثمنا‭ ‬من‭ ‬محال‭ ‬البيع‭ ‬بالقطاعى،‭ ‬مع‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬عروض‭ ‬الهايبر‭ ‬والسوبر‭ ‬ماركت،‭ ‬لأنها‭ ‬تدفعنا‭ ‬لشراء‭ ‬سلع‭ ‬عديدة‭ ‬وغير‭ ‬ضرورية‭ ‬مما‭ ‬يهدر‭ ‬الميزانية‭.‬


وتابعت‭ ‬بأنه‭ ‬عند‭ ‬تقديم‭ ‬الطعام‭ ‬يفضل‭ ‬إدخال‭ ‬البقوليات‭ ‬والخضراوات‭ ‬مع‭ ‬البروتين‭ ‬لمضاعفة‭ ‬كميته‭ ‬حتى‭ ‬تكفى‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬وأيضا‭ ‬لرفع‭ ‬قيمته‭ ‬الغذائية‭ ‬ما‭ ‬يقوى‭ ‬مناعتهم،‭ ‬مع‭ ‬التخلى‭ ‬عن‭ ‬ثقافة‭ ‬شراء‭ ‬كميات‭ ‬وتخزينها‭ ‬بالفريزر‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬يجمع‭ ‬عليها‭ ‬البكتيريا‭ ‬ويفقدها‭ ‬قيمتها‭ ‬الغذائية‭ ‬ويهدر‭ ‬أموالا‭ ‬كثيرة،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تقسيم‭ ‬ميزانية‭ ‬المنزل،‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬تكاليف‭ ‬الإيجار‭ ‬وفواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬والمياه‭ ‬والغاز‭ ‬والدروس،‭ ‬وتخصيص‭ ‬مبلغ‭ ‬للطوارئ‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬يستخدم‭ ‬نتركه‭ ‬للشهر‭ ‬التالى‭ ‬وهكذا‭ ‬فهى‭ ‬فرصة‭ ‬جيدة‭ ‬للادخار‭.‬

 

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية