الدراما وعمايلها (2) محمد فراج!
يمتلك الموهبة والحضور.. الكاريزما التي تفتح للفنان -أي فنان- بوابة العبور للجمهور.. ويمتلك أيضا رصيد لا بأس به في مشوار فني يقترب من الخمسة عشر عاما تميز في أدواره في السينما كما تميز في التلفزيون.. من الرهينة وحتي الصندوق الاسود مرورا بالممر وكما في عبد الحميد الأكاديمي، مرورا ب تحت السيطرة وأهو ده اللي صار، وصولا إلي الغرفة 207.. والتي جازف بها محمد فراج في تطلعات النجومية والبطولة..
الغرفة 207
فحتي لو العمل يقدم قدراته -كممثل- علي أروع ما يكون.. لكن يبقي العمل كله مستفزا.. الفرق كبير بين التشويق الذي يربطك بالعمل فتنتظر حلقته التالية كالوقفات القديمة في المسلسلات العربية التلفزيونية والإذاعية علي السواء حيث "قفله" صادمة جدا لتشوق المشاهد والمستمع جدا فينتظر الحلقة التالية..
لكن حتي في النماذج المهمة لذلك مثل سمارة لتحية كاريوكا اذاعيا وبرج الحظ لمحمد عوض وتوالت الاحداث عاصفة الشهير ب (أنا البرادعي يا رشدي) للقدير عبدالله غيث كانت فواتح الحلقات تحمل حلا لألغاز قفلات الحلقات السابقة وتدورالأحداث لتسلمك الي تشويق جديد.. وفي كل مرة يقدم العمل الحل المقنع!
أما أن تتحول الإثارة -أو الرغبة في الإثارة- إلي استفزاز يصل بالكثيرين إلي حدود الملل ويكون لسان حال الكل لما نشوف آخرتها نكون أمام مغامرة غير محسوبة!
لا أحد يقدم عمل فني دون هدف.. ولا يصح الزعم أن الجزء الاول تشويقي والحل والتفسير سيكون في الجزء الثاني.. قيمة أي عمل هو كسبه لمشاعر الناس واحترامهم معا.. وهؤلاء الناس تعودوا -ويقبلوا- أن ينتظروا تفسير الالغاز بين حلقتين ولكن لم يتعودوا -ولا يقبلوا- أن ينتظروا تفسير عمل فني بين جزئين!
الدراما التي حققت نجاحا هائلا ومدويا مع المصريين كانت مسلسلات الأجزاء.. ليالي الحلمية والشهد والدموع ورأفت الهجان ورحلة السيد أبو العلا البشري وغيرها، وكلها كان صناعها يغلقون كل جزء برسالة واضحة ومفهومة مع تقفيل كل الحواديت الفرعية التي تتم علي هامش محور الأحداث الرئيسية لتبدأ مع الجزء التالي رحلة جديدة من التفاصيل تغلق جميعها بنهاية العمل.. فمثلا هناك من يعود إلي بلدته وهناك من يرد زوجته وهكذا!
علي كل حال.. محمد فراج ممثل كما قلنا موهوب ومحبوب.. وعتاب الجمهور صحي ومفيد.. ويدفعه -أو يجب أن يدفعه- ليعيد تقييم كل خطواته.. والإنتباه للقادم منها.. فرصيده لم يزل كبيرا.. وهو نفسه كنجم ننتظر منه الكثير في الدراما والسينما المصرية!