أنت وأنا.. وليلي مراد!
الذهن شارد والعيون تطارد خيوط الشمس المنسحبة تلملم أطرافها من خلف زجاج الشرفة.. الأيدي تتلمس سطح المكتب تبحث عن طريقها للكتابة، بينما فجأة يقطع كل ذلك نغمة موسيقية عجيبة مدهشة تمزج بين الأصالة والحداثة لا تعرف كيف إنطلقت ولا كيف بدأت ولا كيف سيطرت عليك ولا كيف صنعها صاحبها..
وقبل أن تكتشف أن أصابعك تتفاعل علي خشب المكتب مع اللحن تتماهي مع النغمات تحولك إلي عازف وشريك في العمل وعضو في الفرقة الموسيقية يأتي من قريب صوت السندريلا الأولي.. ليلي مراد.. التي نصبها المصريون أيقونة الرومانسية.. وهي كذلك فعلا..
تغرد "أنت وأنا.. أتنين سوا.. طايرين كدة ويا الهوا"، ثم تكمل "أنت وأنا.. مع بعضنا مسألش رايحين فين.. وإن غبنا ساعة أو سنة هتفوت في غمضة عين"، ثم يستخدم عبقري النغم رياض السنباطي كل أبعاد مقام "السيكا" -حسب علمي- المبهج في ظاهره المفعم أيضآ بالشجن في اعماقه لتكمل ليلي "أنا وردة نايمة وفتحت لما قابلني هواك.. صحيت عيوني وصبحت ع الدنيا بعد لقاك.. نسمة غرامك فرحت قلبي واديني معاك.. ده الوردة يحييها الهوا ليه يحرموها من الهوا"!
ويكمل السنباطي لعبه بالمقطع "آاااااه ع الهوا واحنا سوا طايرين كدة كدة ويا الهوا"، حتي تجد مزجا فريدا جميلا بين "الآه" و"الها" تغرد به ليلي مراد حتي لا نعرف هل تقول "ااااه ع الهوا ام هاااا ع الهوا"، إنما باحساس بديع يتجلي فيه صدقها الذي كانت عليه في أعظم أغنيات العربية وأخلدها "أنا قلبي دليلي"! مع أغنياتها الأكثر إنطلاقا "أبجد هوز"!
هذه الأغنية تحتاج إلي إعادة إكتشاف.. إذ ورغم مكانتها وتقديرها وشهرتها بين أغاني ليلي مراد إلا أنها لحنا عالميا بإمتياز يحتاج إلي إعادة توزيعه غناء وموسيقي نملأ به الدنيا حبا وبهجة وإنطلاقا ونغما أصيلا ومتطورا في آن واحد..
جعل الله أيام شعبنا كلها بهجة وسعادة !