محطات في حياة صانع الحب إحسان عبد القدوس بذكرى ميلاده الـ103
صاحب مدرسة أدبية ترفض القيود، أفكار كتاباته جريئة تعالج المشاكل الشخصية شديدة الواقعية، هو أحد الشخصيات الأدبية والسياسية والفكرية في تاريخ مصر الحديث، جمع الأديب إحسان عبد القدوس بين الكتابة الأدبية في مجال الرواية والقصة القصيرة وبين الكتابة في مجال السياسة، رومانسيا شديد الرقة في كتاباته، وصفه العقاد ببائع الحب وأطلق على أدبه " أدب الفراش"،
نشأ الأديب إحسان عبد القدوس في أسرة جمعت بين المتناقضات فجده الشيخ رضوان أزهريا، ورئيس المحاكم الشرعية، بينما والدته ووالده على النقيض منه فقد عشقا الفن وعملا به.
في مثل هذا اليوم الأول من يناير 1919 ولد الكاتب الأديب إحسان عبد القدوس بحى شبرا، ويحكى الكاتب الكبير عن بدايته في كتاب ( مذكرات ثقافة تحتضر ) وهى عبارة عن حوار مع الأديب غالى شكرى يقول: ولدت في مستشفى الدكتور سامى بالقاهرة، وافترقت أمى عن أبى قبل ولادتى بشهرين، وبعد شهور من ولادتى وضعنى أبى الفنان محمد عبد القدوس في بيت جدى البيت الدينى المحافظ لتربينى عمتى حتى حصلت على شهادة التوجيهية، وعندما دخلت الجامعة انتقلت للعيش مع أمى الفنانة الصحفية صاحبة الاسم اللامع التي تركت المسرح لتنشئ أول مجلة نسائية في الشرق هي السيدة فاطمة اليوسف.
محاميا فاشلا
وأضاف: والدى كان مهندسا للطرق والكبارى لكنه يعشق التمثيل، تعرف على والدتي روزا حين كان يقدم فاصلا من المونولوجات على خشبة المسرح بالنادى الاهلى جاء الحب والزواج واعترض الجد الأزهرى على هذا الزواج وأصر والدي على الزواج وترك وظيفته وتفرغ للفن، تخرجت في كلية الحقوق عام 1942 وكنت محاميا فاشلا لا أجيد المناقشة والحوار وكنت إدارى فشلى في المحكمة بالصراخ والمشاجرة مع القضاة بالمرح والقاء النكت وهو الأمر الذى افقدنى احترام القضاء وعدم تعاطفهم معى فودعت أحلامى لكى أكون محاميا.
كان جدى يعقد ندوات في بيته وأنا طفل صغير يحضرها رجال الأزهر وتضم دروسا دينية، وكانت أمى تعقد ندوات يشترك فيها كبار الأدباء والشعراء والروائيين والسياسيين، وكانت صلتى بهم وثيقة وعن طريقهم كانت بدايتى الصحفية فقد وجدت نفسى منذ وعيت فى مجتمع يضم المشاهير والناجحين.
من أهم المحطات في حياتى تولية رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف وعمرى 26 عاما وتركت رئاسة التحرير وقدمت استقالتى الى السيدة روز اليوسف لأبدأ السلم الصحفى مع أستاذى محمد التابعى في آخر ساعة والاخبار.
قبل أن يتخطى الكاتب إحسان عبد القدوس العشرين من عمره كان له قراء ليسوا قراء قصص وخواطر فقط ولكن كانت له كتابات سياسية في مجلة والدته روز اليوسف، حتى انه اصبح رئيسا لتحرير المجلة وعمره 26 عاما ولخلاف في الرأي مع والدته ترك رئاسة تحرير روز اليوسف ليبدأ سلم الكتابة الصحفية بعيدا مع الكاتب الصحفى محمد التابعى في مجلة آخر ساعة.
مدرسة إحسان هى مدرسة النقد السياسى والاجتماعى، فعالجت كتاباته قضايا وطنية وسياسية ومجتمعية عديدة، فكان أول من فجر قضية الأسلحة الفاسدة فى حرب فلسطين، وهو الكاتب الذى تسببت مقالاته فى أزمات وزارية كثيرة وسقوط حكومات.
رفض جماعة الإخوان
حاول المرشد العام لجماعة الاخوان ضمه الى الجماعة بعد التقى به لإجراء حوار شهير معه بعنوان (الرجل الذى يقود نصف مليون ) حاول فيه إحسان التعرف على حقيقة الجماعة ومدى ثوريتها، لكنه يقول: لم اجد لدى الجماعة ماكنت ابحث عنه ولم أجد ما يقنعني سوى شخصية البنا نفسه رغم انى أخذت عليه محاولته اقتحام النصوص الدينية بشكل يحاول أن يفرض على الاستسلام لوجهة نظره، ذلك لأن إدخال ما لا يقبل الجدل في حوار بين طرفين فيه نوع من الإرهاب الفكرى ويسلب الحوار حرية الحركة فرفضت كل محاولاته لضم إلى الجماعة
سجنه النقراشي وعبد الناصر وأعفاه السادات من رئاسة مجلس إدارة الأهرام لكتابته مقالا ضد عودة المنابر والأحزاب وتعرض لأربع محاولات للاغتيال بسبب آرائه السياسية.
عن المرأة في حياته يقول احسان عبد القدوس: كنت في الواقع بين نارين، فأنا أحب عمتى حبًا شديدًا وفى نفس الوقت أريد أن أستمتع بالبنوة وأجعل أمى تستمتع بالأمومة، وعمتى العظيمة لم تتخل يومًا عن مسؤولياتها تجاهي حتى بعد وفاة جدي الشيخ أحمد رضوان ارتبطت بعمتى عاطفيًا.. فإذا كانت والدتي أعطتنى ووهبتني الحياة فإن عمتى – نعمات هانم رضوان – اعطتني الاستقرار في الحياة بلا ثمن وبلا مقابل سوى إحساسها الأصيل بحبى،
كتب الأديب احسان عبد القدوس كلمة في مجلة صباح الخير عن يوم ميلاده يقول فيها: يخيل إلى أن الناس تسكر في ليلة رأس السنة لا تنسى العام الماضي، ولكن لتنسى العام القادم، أما أنا فإنى لا أطمع في أن تجعل الناس يحبونني، ولكنى أطمع في أن تساعدني على حب الناس،
تزوج احسان عبد القدوس من " لولا القويسنى" الفتاة التي أحبها وكان عمره 22 عاما في منزل الصحفى محمد التابعى الذى كان شاهدا على العقد ورحل عام 1990.