مشاركون بـ«الأعلى للثقافة»: إحسان عبد القدوس هو خير من عبر عن المرأة
عقد المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور هشام عزمى، ندوة بعنوان "الأدب النسوى وقضايا المرأة"، نظمتها لجنة الشباب وأدارتها الدكتورة منى الحديدى، وشارك بها الدكتور حمدى سليمان، عضو لجنة الشباب بالمجلس، والكاتبة الدكتورة حنان إسماعيل، والشاعرة رشا الفوال، والدكتورة ضحى عاصى، والكاتبة الصحفية الدكتورة هالة فهمى.
الأدب النسوي
قال الدكتور حمدى سليمان، أحيانًا ما تشكل المرأة نفسها جزءا من مشكلاتها وتنضم لأصحاب الثقافة المضادة للمرأة، وأيضًا نجد نموذج المرأة التى تمارس القهر مع زوجة ابنها، كل هذا برغم وجود النصوص الدستورية العظيمة التى نتمتع بها، فيما يتصل بحقوق المرأة المختلفة مثل مواجهة ختان الإناث والمساواة واتاحة فرص التعليم للإناث، وكل هذا عظيم، لكن يبقى التفعيل الحقيقى على أرض الواقع الذى ننتظره أكثر مما هو عليه، مشيرًا إلى أن ما يتصل بأدب المرأة، أو بالنسبة للنصوص الإبداعية النسوية تكون المسألة مختلفة فهى أكثر إيجابية، وأننا نستطيع التغيير للأفضل فيما يخص المرأة بواسطة العمل المستمر واستغلال الأدوات المتاحة، وتعزيز قدرة المرأة على الاختيار بكل حرية.
الأدب النسوي وقضايا المرأة
وقالت الدكتورة حنان إسماعيل: الأدب النسوى هو نوع من النصوص الأدبية الإبداعية، التى تتحدث حول المرأة، سواء كانت هى مؤلفة هذه الأعمال الأدبية، أو كانت كتبت عنها بواسطة أحد الأدباء مثل الأديب الكبير إحسان عبد القدوس، وهو خير من عبر عن المرأة، وعن مشكلاتها وأحاسيسها وحريتها، وسط ما تعرضت له من كبت وضغوط، فيتضح لنا من خلال نصوصه الأدبية إنصافه الكبير للمرأة، وأيضًا لدينا الدكتورة الراحلة نوال السعداوى التى تناولت هموم المرأة فى روايتها التى نشرت عام 1975م تحت عنوان "امرأة عند نقطة الصفر"، وهى من الروايات التى ترجمت إلى الإنجليزية.
وفى نفس السياق ذكرت الدكتورة هالة فهمى: اليوم موضوع الأدب النسوى وهو يمثل إشكالية كبيرة جدًا، فبشكل بسيط يبتعد عن أى أسلوب تنظيرى معقد، أكثر ما حفظه تراث البشرية عن المرأة، يصورها بقلة التهذيب حينما فقط تطالب بالمسواة وحقوقها الطبيعية، وهذا ما هو إلا أحد أقصى أنواع قهر المرأة وتشويه صورتها.
ثم قالت الشاعرة رشا الفوال حينما نتحدث عن السرد النسوى نقف أمام نقطة إشكالية، حول من الذى يقدم لنا الأدب النسوى هل هن نساء أم هم رجال؟ أرى أن هناك عدد كبير من الأدباء الرجال الذين استطاعوا التعبير عن قضايا المرأة وأزماتها، وعلى سبيل المثال لدينا الكاتب الكبير أحمد صبرى أبو الفتوح، نجد أن معظم كتاباته إن لم تكن كلها تتناول المرأة، سواء كانت قاهرة أو مقهورة؛ ففى روايته الشهيرة: (بسكال) نجد أن يضع بطلته الطفلة فى درجة تقترب من النبوة أو الألوهية، وكذلك نجد الكاتب وحيد الطويلة الذى قدم لنا روايته الأخيرة (كاتيوشا)، وهى تدور بأكملها على لسان امرأة، أعتقد أن الرجل بمعنى الكلمة هو أحرص الناس أن تكون المرأة فى أحسن مكانة".
قضايا المرأة
وقالت الدكتورة ضحى عاصى: برغم أنى فى الوسط الثقافى منذ أكثر من خمسة وعشرين عامًا، إلا أنها المرة الأولى التى أواجه فاعلية تحت عنوان الأدب النسوى، فأننى لست مقتنعة بفكرة تصنيف الأدب..
وخاصة أن فكرة النسوية عادة ما تستخدم ضد المرأة، أرى أن فكرة أن يكون توجه الأديب نحو الكتابة حول قضايا المرأة ومشاكلها فقط، يقلل من قيمة هذا الأديب، وهذا ليس مقتصر فقط علينا بل إنه فى أوروبا، التى يتم تصنيف الأعمال المحدودة القيمة لديهم ضمن تصنيف الأدب النسوى، بشكل عام أرى التخصص فى الكتابة تحت هذا التصنيف تعد بداية الإخفاق..
والأولى أن يكون المقياس هو جودة المنتوج الأدبى بشكل عام دون أى تصنيف نوعى.