خطأ كارثي وصور عارية.. لماذا قرر عبد الناصر تأميم الصحافة.. وهذا موقف كبار الكتاب
في مثل هذا اليوم 24 مايو 1956 أصدر الرئيس جمال عبد الناصر قانونًا بتأميم الصحافة، وأطلق عليه قانون تنظيم الصحافة؛ حيث انتقلت إلى الدولة ملكية الصحف بعد أن كانت ملكًا لأفراد، وكان ذلك هو الحدث الذى شكل علامة فارقة فى تاريخ الصحافة المصرية.
وأرجع البعض صدور هذا القانون إلى خطأ مطبعي في مانشيت جريدة الأخبار قبل القانون بحوالي الشهر حول مصرع السفاح وتحته خبر الرئيس عبد الناصر في أسوان، فقرئ المانشيت مصرع السفاح عبد الناصر في باكستان، وبرر عبد الناصر صدور القانون بانفلات الصحف ونشرها صورًا عارية خاصة ما تنشره مجلة صباح الخير.
والتقى عبد الناصر بالصحفيين بعد إعلان القانون، ونفى أن يكون هناك أحد مقصودا بهذا القانون وقال: "ليس هدفنا أن نغتصب مبانى خمسة أو إحدى عشر دورا، ولا بد أن نبني مجتمعا اشتراكيا متحررا من الاستغلال، والمجتمع الذي نود بناءه ليس مجتمع القاهرة أو مجتمع النادي الأهلي ولا نادي الزمالك أو الجزيرة ولا سهرات الليل.. مش هي دى بلدنا، بلدنا كفر البطيخ والناس اللى لابسة برانيط قش وبيجمعوا الرز.. ماهياش أبدا فلانة اتجوزت وفلانة اطلقت".
وتابع: "أنتم كصحافة مجندين لخدمة البلد مش لخدمة ناس، واللى مش مؤمن بالكلام ده أنا مستعد أديله معاش ويقعد فى بيته، فأنا لا أقبل أن تباع الصحف بالدعارة ونشر النكت التى تقدم الزوج مخدوعا والزوجة التى تخبئ رجلا فى الدولاب".
مؤسسات الافراد
قبل قرار عام 1960 كانت الدور الصحفية ملكًا لأفراد؛ فكانت أخبار اليوم ملكا للأخوين مصطفى وعلي أمين، وروز اليوسف ملكا لإحسان عبد القدوس ودار الهلال ملكا لعائلة زيدان وهكذا، وأصبحت الدولة هي التي تعين رؤساء تحريرها ومجالس إدارتها وتستبعدهم وقتما تشاء.
تعيينات الصحف
واجه قرار التأميم ترحيبا ومعارضة من الكتاب والصحفيين، وكتب بعض الكتاب في الصحف تمهيدا لهذا القانون..حتى ملاك المؤسسات الصحفية كتبوا تأييدا لقرار التأميم.
فرحة إحسان عبد القدوس
فكتب إحسان عبد القدوس صاحب دار روز اليوسف يقول: لقد صدر قانون تنظيم الصحافة وكانت فرحتى تهز أعصابى نفس الفرحة التى رنت فى بيتى فجر ثورة 23 يوليو، وصدقوا أن هناك إنسانا يفرح عندما تنتقل ملكيته الخاصة الى ملكية عامة.
كما هاجم محمد حسنين هيكل الصحف المملوكة للافراد ووصفها بأنها تعبر عن أصحابها ولا تعبر عن الرأي العام.
رد نقيب الصحفيين
وأرسل صلاح سالم نقيب الصحفيين - عضو مجلس قيادة الثورة، برقية إلى الرئيس جمال عبد الناصرقال فيها: باسم أعضاء نقابة الصحفيين، وباسمى نقدم خالص الشكر لسيادتكم على الخطوة الموفقة التي أقدمتم عليها بتمليككم الشعب كل أجهزة الصحافة، ووسائلها التي تحمل أضخم أدوات التوجيه والإرشاد، فلقد أكدتم المعاني الأصيلة لحرية الصحافة، تلك التي كانت تخضع إلى حد السيطرة من بعض أصحاب رءوس الأموال سواء عن طريق ملكيتهم لبعض دور الصحف والنشر عن طريق سلاح الإعلان الذي طالما شهره في وجه الصحافة أصحاب المآرب والمصالح الخاصة، والان إن كل عضو من أعضاء نقابتنا يشعر اليوم أن مستقبله أصبح في أيد أمينة، وأصبح كل الصحفيين وآمالهم ومستقبلهم في يد الشعب الوفى الأمين.
وكتب علي أمين مهاجما انفلات بعض الكتاب وتصورهم أن الحرية تسمح لهم بأن يدوسوا على مقدسات المجتمع ويقول: نحن اقمنا الفانوس لحساب الشعب لا لحسابنا الشخصى او لحساب اولادنا والفانوس سيستمر يضئ ونحن لا نحترق وانما سنضئ لك هذا الفانوس.
تأييد مصطفى أمين
وكتب مصطفى أمين في أخبار اليوم يقول:كنا نؤيد الثورة ونحن أصحاب أخبار اليوم ونحن نؤيد الدولة ونحن أصحاب أخبار اليوم سابقا وسواء كنا نملك أو لا نملك فنحن جزء من الشعب الذي أصبح يملك أخبار اليوم ولا يهمنا في معركة الوطن أن نكون في الصف الأول أو الأخير.