أمنية العام الجديد
لا شك أن أمنية الأغلب الأعم من المصريين التى يتطلعون أن تتحقق في العام الجديد هى انقشاع الغلاء بعد أن تخلص الاقتصاد المصرى من ازماته، وأهمها أزمة النقد الأجنبي التى تضغط على الجنيه، وتهبط به لتهبط معها الدخول الحقيقية لهم.. وهذه الأمنية وإن كانت مرتبطة بما يحدث على الساحة الاقتصادية العالمية وأيضًا بالحرب الاوكرانية إلا أن تحقيقها يحتاج لجهد وعمل داخلى وتوفيق في اختيار السياسات الاقتصادية وإتخاذ القرارات المالية.
لقد ثقلت وطأة الغلاء على كاهل جموع المصريين، خاصة أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة منهم خلال العام الذى نودعه الآن كعادتنا دوما باللعنات، أملا في أن يكون العام الجديد أفضل منه، ولذلك تصدرت أمنيات المصريين فيه أمنية التخلص من الغلاء أو على الاقل السيطرة عليه وكبح جماحه.
إختزل المصريون أمانيهم السياسية والاجتماعية وأيضًا الاقتصادية في أمنية واحدة فقط هى التخلص من هذا الغلاء الذى تعرضوا له بشدة مع بداية عام 2022.. ولهم كل الحق لآن هذا الغلاء طال الطعام، بل إنه كان الأعلى في السلع الغذائية كما تؤكد بيانات جهاز التعبئة والاحصاء.. وحدث ذلك رغم الحرص الحكومى على توفير السلع الغذائية وعرضها بأسعار منخفضة عن السوق في منافذ بيع اقامتها جهات مؤسسات رسمية، ورغم أيضا دعم البطاقات التموينية والخبز وتأجيل زيادة أسعار الخدمات الحكومية مثل الكهرباء والمياه.
لذلك على من يديرون اقتصادنا أن يركزوا جل جهودهم على كبح جماح التضخم والسيطرة على الغلاء وتخفيف ضغوطه على أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة، ولا يكتفون فقط بإنتظار انفراج الأزمة الاقتصادية العالمية.. وعلى الإعلام وهو يتناول احوالنا أن يراعى ضغوط الغلاء على جموع المصريين وأن يكف عن الترويج أن هذا الغلاء كله مستورد من الخارج، لان هناك أسبابا مصرية له أيضا تحتاج لمواجهة لها وفى مقدمتها الطابع الاحتكاري للأسواق المصرية.
وكل عام وأنتم بخير.