تنمية أفريقيا.. والإعفاء من الديون
لاشك أن القمة الأفريقية الأمريكية خطوة مهمة لها ما بعدها؛ ذلك أنها سعت لتحقيق مكاسب عديدة للطرفين؛ فهي من ناحية كانت فرصة حقيقية سعت مصر لاستثمارها مطالبةً بإجراءات عاجلة؛ كإعفاء الدول النامية من نسب مُقدرة من ديونها، واستمرار تفعيل مبادرة مجموعة العشرين لتعليق الديون، وصياغة آليات لتحويل الديون إلى استثمارات لتخفيف الأعباء عن الدول الأكثر تضررًا، ذلك أن معدلات ديون تلك الدول وصلت لمستويات خطيرة جاوزت 250% من إيراداتها..
ناهيك عما يمكن للمؤسسات التمويلية الدولية أن تنهض به لتيسير حصول الدول النامية على تمويل مستدام، وتيسير شروط الإقراض لتتلاءم مع طبيعة اقتصاداتها، وصياغة برامج طارئة لتحفيز النمو وخلق شبكة ضمان اجتماعي للحفاظ على التماسك المجتمعي لدولنا، بالاضافة إلى وضع آليات لتيسير الحركة لزيادة المعروض وخفض الأسعار.
رؤية أفريقيا 2063
لاشك أن رؤية أفريقيا 2063 أصبحت جزءًا لا يتجزأ من نهضة إفريقيا، ونجاح تلك الرؤية يعتمد على مدى قدرة الشعوب والقادة الأفارقة على متابعة تنفيذ كل مرحلة من مراحل التطوير داخل دولهم، واتباع سياسات الاقتصاد الكلي، إلى جانب التنوع الاقتصادي، بعيدًا عن الاعتماد على تصدير السلع الزراعية فقط، وتشجيع مشاركة القطاع الخاص وخلق مناخ استثماري ملائم، وبناء شراكات ومؤسسات متشابكة ومتداخلة مع الدول الأعضاء..
ويحدونا أمل كبير أن تمضي مصر بما تملكه من إرادة سياسية ومعها قارتها السمراء بخطى وثابة نحو تنمية شعوبها وتحقيق مستهدفاتها للوصول إلى مستقبل أكثر استدامة ورفاهية.
واشنطن استضافت القمة الأفريقية الأمريكية لتكوين تكتل أمريكي إفريقي، يساعدها على مجابهة تحديات كبرى، أبرزها تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وجائحة كورونا، بالإضافة إلى مواجهة التمدد الصيني والروسي داخل القارة السمراء التي باتت تمثل رقمًا مهمًا في معادلة السياسة الدولية ومنظومة اقتصاد العالم..
ومن ثم لا تخفي واشنطن اهتمامها الشديد بتلك القارة الغنية بالموارد؛ لذلك دعت إلى هذه القمة التي أولتها اهتمامًا كبيرًا لما تمثله من قيمة كبرى في السياسة الخارجية الأمريكية؛ بحسبانها أرضًا بكرا وبيئة خصبة للتوسع الزراعي الذي يؤهلها بالفعل لتكون سلة غذاء العالم، في الوقت الذي تتطلع فيه قارتنا لتحقق معدلات أعلى للنمو الاقتصادي، واستثمار ما تملكه من موارد عبر تنمية جادة واستغلال أمثل للموارد لتحق آمال الأجيال القادمة في حياة كريمة نتمنى أن تنعم بعدها شعوبنا المتعطشة لمستقبل أفضل.