عصابة العلف!
القصة ببساطة -وقد انتهت إلي النيابة قبل أيام- تقول: صفقة أعلاف كبيرة أفرج عنها من الجمارك.. تم تتبعها ومعرفة خطوط سيرها للوصول إلي مصيرها النهائي.. اكتشفتها لجنة المراقبة والتحقيق والمكونة من الإدارة العامة لمباحث التموين وقطاع الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة ومعه قطاع التجارة الداخلية بوزارة التموين وأيضا هيئة الصادارات والواردات والموانئ المصرية.
وأدي ذلك بالضرورة إلي متابعة ومراقبة عدة مصانع أعلاف ومستوردين للخامات العلفية ومخازن وصوامع أعلاف أخري.. فتبين قيام شركة كبري بسحب "كسب فول الصويا" من جميع الشركات الوسيطة وإعادة طرحها إلي السوق مرة أخري احتكاريا ،وبسعر يتجاوز السعر الطبيعي بعشرة آلاف جنيه للطن الواحد!
اللواء محمد طه مساعد مدير الإدارة العامة لشرطة التموين والذي قاد رجال مباحث التموين والمهندس رضا علوان الذي قاد خبراء وزارة الزراعة من خلال فريق كبير مشارك أحالوا المتهمين إلي النيابة لمخالفة القانون رقم ١٨١ لسنة ٢٠١٨ وقرارات وزارية أخري!
كل ما سبق عمل مهم وجيد للغاية لكن تبقي عدة أسئلة: ما هي الشركة المقصودة ومن هم أصحابها؟! معرفة الرأي العام بمن يسرقه ومن يستغله جزء من المعركة علي هؤلاء.. لعنة الناس لمن يسرقهم ونبذهم واحتقارهم ربما كانت عقوبات أشد من العقوبات المنصوص عليها قانونا!
صحيح المتهم بريء حتي تتأكد إدانته لكن الحقوق كلها مكفولة حتي كلمة القضاء الأخيرة.. ومتابعة الرأي العام للتحقيقات يشكل دعما كبيرا لمن بذلوا جهدا في ضبطها! والسؤال أيضا: كم شركة أخري تمارس الاستغلال نفسه بطرق مماثلة؟! وكم شركة أخري تستغل الناس لكن في سلع أخري مهمة وأساسية؟!
المعركة مع الجشع كبيرة.. ومع لصوص الشعب كبيرة.. تحتاج ليس فقط لليقظة وللجهد الكبير إنما أيضا إلي تشريعات مشددة أكثر قسوة.. والقسوة هنا قمة العدل!
لا تتركوهم.. لصوص الشعب !