رئيس التحرير
عصام كامل

لو كانت الحكومةَ فعلت ذلك!

تعالوا معا نتصور أن الحكومة قبل أن تتقدم للبرلمان بمشروع تعديل مادة في القانون الذى ينظم عمل هيئة قناة السويس ليسمح بتأسيس صندوق خاص لها يمكنه أن يستثمر ويبيع ويشترى، قد قامت بشرح هذا المشروع للمواطنين وأوضحت لهم هدفها وغرضها من تأسيس هذا الصندوق، ومن أين سوف تتوفر أمواله، وهل سيغير ذلك من اُسلوب هيئة قناة السويس فى تسليم حصيلة رسوم القناة للحكومة عبر البنك المركزى، ووضع قناة السويس كأحد الأصول المهمة المملوكة للدولة بعد إنشاء هذا الصندوق.

 
بالتأكيد كان مشروع تعديل قانون هيئة قناة السويس سيمر دون أن تثار حوله كل هذه الضجة التى أثيرت حوله، وإضطرت الحكومة بعدها أن تخاطب الناس بكثافة لتنفى أن قناة السويس ليست معروضة للبيع أو التأجير أو الرهن، وأن يتنقل رئيس هيئة قناة السويس بين المحطات التليفزيونية ليشرح ويوضح ماذا يعنيه إنشاء صندوق خاص بها، ويخرج أيضا رئيس البرلمان ليلقى كلمةَ يرد بها على كل ما أثير حول هذا الأمر. 

 

أى كانت الحكومةَ قد أعفت نفسها من كل ذَلِكَ العناء.. وبالطبع المبادرة بالشرح والإيضاح للمواطنين قبل إتخاذ القرارا أو القيام بالتصرف من قبل الحكومة سيكون أسهل في إقناع المواطنين بما تنوى القيام به.. 

 

بينما تأجيل ذلك لما بعد إتخاذ القرار أو التصرف فإنه يضاعف العبء على الحكومة لاقناع المواطنين بما تقوم به، فضلا عن أنه لا يعد تأثيره فاعلا بنسبة كاملة في إقناع المواطنين بما تريد الحكومة إقناعهم به، على عكس الإعلام والشرح المسبق الذى يعتبره المواطنون نوعا من حرص الحكومة على الحفاظ على رضاءهم والاهتمام بإقناعهم بما تفعله.. 

 


والحرص الحكومى على إقناع المواطنين بما تفعله أمر شديد الأهمية، فهى بذلك تكسب ثقتهم التى بدونها يصعب عليها أن تنجح وأن تحقق إنجازات.. والذكاء يقتضى أن تطبق ذلك على كل ما تقوم به وتفعله، وأن تعتبر إنها مطالبة دوما بإقناع المواطنين بجدوى كل إجراء أيا كان هذا الإجراء محدودا وكل تصرف حتى ولو كان صغيرا وكل قرار وإن كانت تراه مفهوما ولا يحتاج لشرح أو إيضاح.    

الجريدة الرسمية