رئيس التحرير
عصام كامل

مفاجآت الحكومة للناس!

هناك فارق كبير ببن أن تفاجئ الدولة عدوا أو أن تفاجئ مواطنيها.. مفاجأة العدو غالبا مفيدة ونحن سبق أن جربناها في حرب أكتوبر وكانت أحد أسباب نجاح عبور قواتنا أهم مانع مائى وهو قناة السويس.. أما مفاجأة المواطنين إذا لم تكن سارة وبوضوح فهى ضارة وسبق أيضا أن جربناها عام ١٩٧٧ فى قرارات خفض الدعم إلى النصف وزيادة أسعار قائمة من السلع الأساسية الغذائية في مقدمتها الخبز وكانت سببا في اندلاع انتفاضة جماهيرية واسعة غمرت مصر كلها من أسوان للإسكندرية لم تتوقف إلا بعد إلغاء قرارات رفع الأسعار.
ومع ذلك فإننا لم نقلع بعد عن مفاجأة المواطنين بالقرارات والتصرفات والإجراءات والقوانين، دون تمهيد أو شرح أو تقديم المبررات والتفسيرات والتعليلات، ولذلك يضطر ممثلو الحكومة عادة إلى الشرح والتفسير بأثر رجعي في ظل جو ملبد بالشكوك فيما يقولون أو على الأقل عدم التقبل بسهولة..

لأن الصدمة تكون قد أحدثت فعلها في نفوس الناس.. وهذه عادة حكومية للأسف مازالت مستمرة رغم أضرارها البينة الواضحة والمكلفة لممثليها الجهد المضاعف من قبلهم لاقناع المواطنين بما يفعلون ويتخذون من قرارات. 
لكن للأسف هذا يباعد بين الحكومة والنَاس ولا يقرب بينهم، رغم إنها في أشد الحاجة للتقارب مع المواطنين في ظل أزمة اقتصادية تعيشها البلاد وتسعى لتجاوزها، وهى أزمة يحاول الإخوان استثمارها واستغلالها في إطار خطتهم لاستعادة حكم البلاد الذى فقدوه بعد أن انتفض الشعب ضدهم في يونيو ٢٠١٣. 
 

 

ولذلك نرجو أن تقلع الحكومة عن ذلك وتراجع نفسها في الطريقة التى تخرج بها على المواطنين بالقرارات والتصرفات وبما تقدمه من مشروعات قوانين أيضا لتضمن تواصلا صحيا وسليما بينها وبين المواطنين ولا تفعل كما فعلت وهى تتقدم للبرلمان باقتراح تعديل أحد مواد القانون الذى ينظم عمل هيئة قناة السويس، ليسمح بإنشاء صندوق خاص لها اضطر رئيس هيئة قناة السويس الخروج على الناس تليفزيونيا في ليلة أمس أكثر من مرة ليشرح لهم ماذا يعنى والهدف من وراءه بعد أن تفاجأوا بالمشروع يناقش في البرلمان.   

الجريدة الرسمية