صديقي المغفل.. شكرا! (2)
قبل أن تقرأ هذه السطور عليك أولا مطالعة نصفها الأول في مقال الأمس.. لاستيعاب الأمر كله.. إذ إن صديقي اللدود وبعد أن صدمه الفيديو الحقيقي لتصريحات مدرب المغرب وثبت له كيف تم تزييفها وتلفيقها من جهات معروفة لكنها تتخفى خلف صفحات مستعارة على مواقع التواصل الاجتماعي وبمواقع صحفية إلكترونية تديرها بوكلاء عنها، وللأسف يستطيعون جر الآلاف خلفهم على التواصل الاجتماعي لم يستوعبوا حتى اللحظة آليات عمل هذه اللجان وكيف تخدع الناس وتسوق مواقفهم وتحركهم حتى ضد مصالحهم!
لكنه قال: بس برضه لم يكن من اللائق الهجوم على محمد صلاح بهذا الشكل البذيء.. قلت: هل تعرف كم مقال لي عن محمد صلاح؟ قال: أعرف إنك كتبت كثيرا عنه.. قلت: كلها كانت في أزمات ورأينا من واجبنا دعمه.. أي لا أحد يزايد علينا في محبة الرجل.. لكن ممكن تقول لي نص هذا الهجوم البذيء العنيف عليه؟! قال: ليس معي الكلام حرفيا لكنه سباب وبذاءات وأربأ بك أن تؤيدها ولا حتى تتجاهلها أو تخفف منها من أجل دعم الأشقاء.. قلت: ولا أي شيء من ذلك..
لكن لحظة -أخرجت نص ما كتبه الإعلامي المغربي عبد الصمد ناصر على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عن محمد صلاح- هذا هو نص ما قيل كما نقلته صحيفة العين الإماراتية في ١٣ ديسمبر ما يلى: "ولا كلمة تهنئة ولا تشجيع في حق منتخب المغرب.. بصراحة موقف غريب من لاعبنا العربي محمد صلاح الذي لم نتوقف يومًا عن تشجيعه خير إن شاء الله يا محمد، عسى المغاربة ما زعلوك في شيء"!
عمل اللجان الإلكترونية
قال: أكمل.. قلت: انتهي.. قال: لا لسه.. في بذاءات! قلت: لا.. هذا كل التغريدة! لا يوجد سباب ولا شتايم بل عتاب.. وفي العتاب وصف صلاح بـ "العربي" وقال عبد الصمد عنه "الذي لم نتوقف يوما عن تشجيعه" وتساءل "عسى المغاربة ما يكونوا زعلوك"!
قال: مافيش تاني؟ قلت: مافيش تاني إيه.. هو جاتوه ولا شاي.. أنت لا تبحث عن المعلومات من مصادرها.. ونتأكد كل لحظة من هيمنة اللجان الإلكترونية على عقلك.. إنت عايز أي جنازة وتشبع فيها لطم وخلاص.. قال: بالراحة علينا.. أنت مخادع.. لأن الهجوم لم يتوقف على التغريدة دي.. إنما من الشعب المغربي على التواصل.. قلت: تاني؟ وانت تعرف منين انهم مغاربة؟
هكذا تعمل اللجان التي أتحدث عنها.. ولذلك قال الرئيس السيسي إحدى المرات حرفيا يصف الأمر (إنت مش عارف مين اللي بيكلمك من ورا الجهاز).. لكن افرض مغربي متطرف.. ما إحنا عندنا متطرفين.. هل نتركهم ينتصرون بإحداث الفتنة؟ ثم هل تعرف كم هوجم صلاح من مصريين؟ لن أذكرك بانتقاد مفيد فوزي وقد اتهمه باللعب مع ليفربول بجدية أكثر من المنتخب! تشكيك في وطنية الرجل! ولا كابتن أحمد حسام ميدو وما قاله عنه.. إنما بما كتبه صلاح منتصر في ١١ مارس ٢٠١٨ بعنوان "رسالة إلى محمد صلاح" حيث قال حرفيا:
( يجب أولا أن يحلق لحيته الكثيفة التى لا تتناسب مع سنه أو نجوميته والتى تكاد تضعه من حيث الشكل على الأقل فى سلة واحدة مع المتطرفين المتزمتين إن لم تضعه مع الإرهابيين أو المتعاطفين معهم على الأقل وبعد هذا فإن عليه أن يعيد النظر تماما فى تسريحة شعره الكثيف الذى يبدو مهوشا ومنفوشا وكأن الحلاق لم يعرف طريق شعره منذ سنوات)!
تحب أكمل كلام صلاح منتصر لتعرف إلى أي حد بلغ به الهجوم؟! أذكرك بمدحه لـ ميسي في ذات السطور في وقت المنافسة بينه ومحمد صلاح؟!
السؤال: هل ذبحنا هؤلاء؟ بالطبع لا.. ولا يصح أن يكون ذلك سببا لأن يشجع البعض في المباراة القادمة فرنسا (كان ذلك قبل المباراة) لا يمكن مقارنة عربي بغيره ولا أفريقي بأوروبي ولا بلد -مع تقديرنا لفرنسا اليوم- لويس التاسع وكليبر ومينو ببلد عبد الكريم الخطابي ومحمد الخامس وأبي الحسن الشاذلي.. عيب أن نضع حتى في كفة واحدة من حارب معنا في أكتوبر مع من ساند بكل قوة.. العدو.. هؤلاء ورغم إنهم أقلية لا تذكر.. لكن ليسوا من شعبنا ولا يمثلونه.. الجهلة والمهاويس لا يمثلون الشعوب العظيمة!
رن الهاتف.. قطع الحوار.. ومنح لصديقي فرصة التنفس.. بعد أن كان قد تجمد وتعرق في آن واحد.. من حرج تأكده من استغفاله إلي أقصى درجة كانت!
و.. ربما كان للحديث بقية