رئيس التحرير
عصام كامل

صديقي المغفل.. شكرا!

سألت - قبل فترة طويلة تقترب من العامين - الأخ الزميل العزيز جمال شاهين الكاتب الصحفي المرموق المقيم في لندن القريب من دوائر عديدة - وهو بالمناسبة بلديات النجم الغالي محمد صلاح وأن كان سبقه بسنوات إلى بريطانيا- عن قصة جوائز لاعبي كرة القدم.. 

وكيف يمكن أن تكون سببا في الوقيعة بين العرب خصوصا الجماهير التي لا نريد أن يصلها ما وصل حكامها فشرح وبمعلومات غزيرة ومتدفقة تحتاج مقالا مستقلا عما يمكن وصفه بيزنس بعض الجوائز والاحتفالات وبتفاصيل مثيرة وبما خلاصته أن شركات ومؤسسات تدير المسألة كلها ولا علاقة للدول رسميا بها!

 وقبل أيام ساقني القدر إلى حوار مع صديقي اللدود مدمن المناكفات الشهير والذي قال منفعلا: شفت.. أهو يا سيدي مدرب المنتخب العربي الذي تشجعه يقول إنه ليس عربيا وأنه يمثل المغرب وافريقيا فقط.. قلت: يا اخي حذرنا من مثل هذه الأمور.. وقلنا إن أعداء العرب لا يريدون لهم العمل المشترك ولا الوحدة وإنهم سينزعجون جدا من التوحد العربي الخاصل بسبب المونديال.. فتوقف عن ذلك!

قال: بل توقف أنت وأنت تعيش في أوهامك.. قلت: أي أوهام؟ هي المغرب ليست عضو في جامعة الدول العربية؟ ألم تساهم في حرب اكتوبر بجنود علي الجبهتين المصرية والسورية؟ ألم يعلن هذا الشعب الحبيب عن حملة كبيرة للتبرع بالدم للجيش المصري في حرب أكتوبر؟!  

منعته من مقاطعتي واستكملت: هذه ثوابت وحقائق تاريخية.. أما ما قلته أنت فلا يساوي إلي جانبه.. قال: لكنه يتبرأ منكم! قلت: يتبرأ منا؟ إيه الطريقة دي؟!.. ثم هل من اللائق أقول لك أن بيننا دماء مختلطة طاهرة ذكية وشهداء وتتكلم ثانية في الموضوع؟ ده أنت عجيب جدا!! يا بيه بعد اختلاط الدم مافيش كلام آخر.. عيب.. ومع ذلك لا أتحدث في أي شي قبل بحثه.. أرسل لي التصريح المقصود  وسأرد عليك!

حروب الجيل الرابع
 

أرسله واستلمته وتركته وفي المساء بدأت هوايتي - منذ الاهتمام بملف حروب الجيل الرابع- في البحث عن المعلومات والأرقام وصحة الأنباء.. ولكن وجدت من سبقني.. أذ بمنصة "إيكاد" المتخصصة ومقرها -فيما أعتقد- الشقيقة السعودية.. وقد تخصصت في البحث عن صحة المتداول من الأنباء والأخبار وقد وضعت تصريحات الركراكي على دائرة البحث..

فالتصريحات كالنار في الهشيم.. بما يوحي أن هناك قوة تدفعها إلي كافة مواقع التواصل وبشكل متعمد جدا جدا.. لكن "إيكاد" شكلت فريق بحث محترف.. وإذا بنتائجه توضع أمام رئيس تحريره ومسئوليه والنتيجة تقول: قبل مباراة إسبانيا قال الركراكي حرفيا وبلهجته المغربية الخالصة: دورنا إسعاد الشعب المغربي والعرب والأفارقة!
وهو ما كرره عقب المباراة في المؤتمر الصحفي! فريق "إيكاد" وثق لنفي التصريحات بالصوت والصورة ووضع الفيديو ضمن أعمال عديدة تصل إلي الألف -بالصوت والصورة- علي موقع المنصة على يوتيوب!

 لم يقل اذن الركراكي التصريحات أصلا بل قال العكس!  فكيف زورت ٱذن ؟ ومن زورها ؟! ومن روجها؟!  نسترجع توقعاتنا أنهم لن يسكتوا على مظاهر التضامن.. وقد كان.. ومن محاولة وفبركة إلى أخرى.. لكن علي الفور نرسل النتيجة والفيديو إلي الصديق اللدود المتلهف على الرد. وقد أصيب بالخرس بعدما رأي الفيديو.. 

ولكني باغته وسألته: هل رأيت تصريحات ياسين بونو حارس المغرب؟ قال: أي تصريحات؟! قلت هذه الإجابة التي انتظرها.. فحارس المغرب -يا عزيزي- رفض الحديث في مؤتمر صحفي الا بلغته العربية.. وأثار الجدل بتصريحه حين قال للصحفيين: "لست مسئولا عن عدم وجود مترجمين معكم"! فكيف لم تعرف بذلك؟! لماذا لم تصلك الحدوتة؟! 

الإجابة نعرفها لأن التصريحات تريد ذات القوي اخفائها لأنها تصب في إشعال الشعور العربي أكثر وأكثر! حتى أن الواقعة وهي أخطر من واقعة الركراكي لكن تم حجبها فعليا! بالمناسبة.. البعض قال إن الواقعة قديمة! لكنه لم يدر إنها حتى لو قديمة فذلك لا ينفي اعتزاز ياسين بلغته وعروبته وهو المطلوب نفيه! 

سألني صديقي سؤالا مهما.. لكن فلتكن البقية غدا.. بإذن الله ومواجهة مع أخطر حرب تواجهها شعوبنا كلها.. وكيف تتحكم اللجان الالكترونية المعادية وتوجه وتشكل الرأي العام بما يخدم مصالحها.. وهي مصالح أعداء بطبيعة الحال لا تريد الخير لا لمصر ولا لشقياتها العربيات ولا تريده إلا لكيان واحد وحيد.. ولكن هيهات!

الجريدة الرسمية