بايدن الأفريقى يشجع المغرب!
بسبب مباراة المغرب وفرنسا اختصر الرئيس الأمريكي بايدن كلمته أمام قادة الدول الأفريقية في أول قمة تدعو إليها وتنظمها أمريكا مع أفريقيا، واكتفى بالحديث لهم لمدة سبع عشرة دقيقة فقط بعد أن وعدهم ألا يسترسل حتى لا يضيع عليهم مشاهدة المباراةَ المهمةَ في المونديال، ثم شاركهم تلك المشاهدة في البيت الأبيض برفقة رئيس الوزراء المغربى.
وقد يتصور البعض أن السياسة تراجعت بذلك أمام الرياضة، ولكن ما فعله الرئيس الأمريكى كان فعلا من أفعال السياسة في الأساس.. فهو أراد أن يبعث برسالة للقادة الأفارقة الذين يجتمع بهم أنه مهتم بشواغلهم ويشاركهم اهتماماتهم، حتى وإن كانت رياضيةَ، خاصة وأن أحد طرفى المباراة كان منتخب دولة أفريقية حقق إنجازا كبيرا وضخما لمنتخب دولة أفريقية وهو الوصول إلى المربع الذهبى في مونديال قطر.
تصرف سياسي بامتياز
إنها لفتة مرتبة ومقصودة من الرئيس بايدن تأتى في إطار رغبته هو وإدارته في خطب ود الأفارقة وكسبهم في ظل التنافس الصينى الأمريكى فى القارةَ السمراء والذى يعد إحدى حلقات التنافس على حلبة الكرة الأرضيّة كلها على مواقع القيادة والنفوذ والتأثير.
فليس معروفا عن الرئيس بايدن أنه مهتم بلعبة كرة القدم والتى يطلق عليها الساحرة المستديرة، وحتى عندما كان يخوض منتخب بلاده مبارياته في المونديال لم يبد الرجل اهتماما واضحا بها ومن بينها مباراته مع المنتخب الإيرانى رغم ما أسبغه عليها البعض من معانى سياسية!
ولذلك حينما إختصر بايدن كلمته للقادة الافارقة ليشاهد معهم مباراة منتخب افريقى مع المنتخب الفرنسي فهو تصرف سياسي بامتياز يتضمن رسالة خاصة لهؤلاء القادة في إطار محاولة الولايات المتحدة الآن لاستمالة أفريقيا وجذبهم بالقرب منها والابتعاد عن الصين والمحور الذى قد تشكله مع روسيا عالميا، خاصة وأن الصين مضت بعيدا في نسج علاقات وثيقة مع أفريقيا جوهرها الاقتصاد.
غير أن الولايات المتحدة لكى تكسب أفريقيا تحتاج الآن لما هو أكبر من تلك اللفتات السياسية للرئيس بايدن وأعضاء إدارته.. تحتاج لأن تراجع واشنطن سياساتها تجاه الدول الأفريقية بحيث تتعاون معها دون التدخل في أمورها الداخلية أو فرض إملاءات عليها كما قال الرئيس السنغالي ورئيس الاتحاد الأفريقي.