رئيس التحرير
عصام كامل

نحن بين أمريكا والصين!

قبل أيام ذهب الرئيس السيسي إلى الرياض ليحضر القمة العربية الصينية وأمس ذهب إلى واشنطن ليحضر القمة الأمريكية الإفريقية، بينما تخوض كل من أمريكا والصين تنافسا وصل إلى عتبة الصراع الاقتصادى.. 

وهذا يعبر عن نهج مصرى في سياساتها الخارجية يتمثل في أن بلادنا تقبل التعاون مع الجميع في العالم بغض النظر عما بينهم من مشاكل وتنافس وصراع، ماداموا يحترمون مصالحنا ولا يتدخلون في أمورنا الداخلية، ولذلك لا نجد مانعا في أن نتعاون مع الصين ومع أمريكا في ذات الوقت، وأيضًا نتعاون مع روسيا وأمريكا أيضا.. فنحن مستعدون للتعاون مع الجميع.. جميع القوى والدول المؤثرة عالميا وإقليميا. 


وحسنا إن هذا النهج المصرى في السياسة الخارجية صار يجد قبولا افريقيا واسعا أيضا، في ظل هذا الإقبال الدولى علي افريقيا من قبل الدول العظمى.. وهذا ما عبر عنه الرئيس السنغالي وهو رئيس الإتحاد الافريقي حاليا حينما قال في القمة الامريكية الافريقية إننا الافارقة مستعدون للتعاون مع الجميع بشرط التخلى عن سياسة الإملاءات علينا..

 

فإن الأفارقةَ يجدون الآن تنافسا أمريكيا وصينيا وروسيا عليهم.. وقد بدأت هذا التنافس الصيني مبكرا وابتدعت قمة أفريقية صينية تعقد دوريا وبانتظام ولجأت إلى المساعدات المالية والقروض والاستثمارات لتبنى لها مكانة خاصة في أفريقيا. 

 

بينما اعتمدت روسيا في التوغل بافريقيا على صادرات السلاح وقوات فاجنر الروسية التى إتسع دورها في أماكن النزاعات بافريقيا.. وفي ظل تراجع الدور الأوروبي في افريقيا بدأت الولايات المتحدة الامريكية تتنبه إلى خطورة ترك الساحة الافريقية للصين وروسيا التى تعتبرهما أهم أعداءها عالميا. 

 


وهكذا النهج المصرى في التعاون مع الجميع على قاعدة المصالح المتبادلة مرشح لآن يكون نهجا افريقيا وهو ما سيدعم هذا النهج يروج له، ولعل ذلك يفسر لماذا طالب الرئيس السيسي في القمة العربية الصينية بالرياض بنظام عالمى جديد بعد أن إنتهى العمر الافتراضي لنظام احادية القطبية. ولذلك لنا أن نتوقع أن تمضى مصر في سياستها لتوسيع علاقاتها مع الصين وروسيا وأمريكا في ذات الوقت. 

الجريدة الرسمية