كيف تسبب جلال الحمامصي في خروج سامية صادق من معهد الصحافة؟
صوتها فيه رقة وفخامة، له بالغ الأثر في قلوب المستمعين، صوت إذاعي سمى بأم كلثوم الإذاعة، صوت مثقف تدرب على أيدي الكبار وصقلته الأيام والتجارب، وصف صوتها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب باليورانيوم المشع.. هي المذيعة الشهيرة سامية صادق التي رحلت في مثل هذه الأيام عام 2017.
تخرجت المذيعة سامية صادق في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة فؤاد الأول عام 1950 ونالت العديد من الشهادات من مصر ومن أمريكا واتجهت إلى العمل بالإذاعة اعتمادا على صوتها وموهبتها، وفي خلال أربع سنوات عام 1954 اختيرت مديرة لإدارة المنوعات وكان الحصاد مجموعة كبيرة من البرامج الإذاعية من أول فنجان شاي إلى حول الأسرة البيضاء حتى نجوم الصحافة، ثم هؤلاء والقمر، نجوم الغناء وانتهاءا بما يطلبه المستمعون.
رئيس التليفزيون
انتقلت سامية صادق إلى التليفزيون لتصنع نفس النجاح ولكن صوتا وصورة ترتقى سلالم المجد لتشغل في النهاية منصبا رفيعا هو رئيس التليفزيون.
حول البداية في الإذاعة تقول سامية صادق:ليست مصادفة عملى في الإذاعة المصرية، فقد كنت أتمنى أن أصبح طبيبة وجاءتني الصيدلة وغيرت رأيي إلى كلية الآداب قسم اللغة الانجليزية، وكانت الدفعة الأولى من خريجي قسم الإنجليزى من المشاهير فيما بعد، فكان منهم الدكتور على الراعى، عبد الوهاب يوسف ، صفية المهندس وتماضر توفيق وكانت الإذاعة هي المجال المناسب للخريجين، قدمت للإذاعة فور تخرجى وقدمت للعمل كمدرسة في وزارة المعارف في هذا الوقت وظهرت النتيجة بقبولي في الإذاعة وكذلك قبلت كمدرسة لغة انجليزية بمدرسة المنيرة، واعتذرت للمدرسة و التحقت بالإذاعة.
مرحلة معهد الصحافة
وأضافت سامية صادق أنه في عام تخرجى بدأت الدراسة في معهد الصحافة العالى بقياد جلال الدين الحمامصى وكان الامتحان في صورة سؤال واحد ( هل سيقضى التليفزيون على الصحافة فى المستقبل )، وأجبت صراحة بأن التليفزيون بصورة ينقل الحدث بسرعة أسرع من الصحافة ـ رغم أنى لم اشاهد التليفزيون ولم يكن دخل مصر ـ وقلت إنه سيتفوق على الصحافة ولم أقل إن الصحافة هي التي ستنتصر، فلم تعجب الإجابة الأستاذ الحمامصى ورسبت في الامتحان وخرجت من معهد الصحافة، وفى نفس الوقت كنت أول مذيعة عمل لها اختبار شاشة للتليفزيون وكنا في الإذاعة وكان مديرها على خليل وحضرت شركة تومسون الفرنسية لاجراء تجارب للتليفزيون فرشحنى على خليل بدلا من تماضر توفيق وصفية المهندس.
في الإذاعة عملت في العلاقات الخارجية مع أحمد سعيد لكن جذبتني المنوعات فانتقلت إليها وبدأت تقديم ما يطلبه المستمعون وتوالت البرامج من المحاكمات السياسية وحوارات نجوم الفن والصحافة وما زال أقربها إلى قلبى برنامج " حول الأسرة البيضاء" التي يقترب كثيرا من معاناة المواطن مع الألم.
الإقبال على الحياة
فلسفة سامية صادق في الحياة المرح والإقبال على الحياة وكما قال الأديب عباس محمود العقاد "العاصفة تهب وتمضى ولا يبقى إلا النسمة".
تزوجت المذيعة سامية صادق من الكابتن عادل شريف الذي عمل معلقا على مباريات التنس بأسلوب شيق فريد.
يورانيوم مشع
يقول الموسيقار محمد عبد الوهاب عن سامية صادق، صوتها أحب الأصوات إلى أذنى، وأنها هي بحق طبيبة شارع الشريفين، صاحبة برنامج حول الأسرة البيضاء صوتها يورانيوم مشع الذي كان هو أغلى شيء في ذلك الوقت.