رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى رحيله.. وصايا جلال الدين الحمامصي للصحفيين.. وهذا سر عدم كتابة مذكراته

الكاتب الصحفى جلال
الكاتب الصحفى جلال الدين الحمامصى

لقب بمهندس الصحافة المصرية، أستاذ لأجيال من الصحفيين، عاصر عمالقة الكتاب الصحفيين بل كان هو عملاقا، عاش ثائرا معارضا، خبطاته الصحفية سجل له، ترك الكاتب الصحفى جلال الدين الحمامصى الذي رحل في مثل هذا اليوم 20 يناير 1988 الهندسة المعمارية وعمل بصاحبة الجلالة التى عشقها.
ولد جلال الدين الحمامصى عام 1913 بدمياط، وبدأ رحلته من كتابة الخبر إلى الموضوع والمقال الصحفى، فعمل منذ كان طالبا بالهندسة محررا بجريدة كوكب الشرق ثم في دار الهلال ثم جريدة المصرى مطبقا ما تعلمه في الهندسة في إخراج الصحف وتصادم كثيرا مع السلطة بسبب مقالاته مما أدى إلى اعتقاله أحيانا والوقف عن العمل.

بداية المشوار الصحفي 

ففى مثل هذا اليوم 20 يناير ١٩٨٨رحل الكاتب الصحفى الكبير جلال الدين الحمامصى، بدأ العمل الصحفى منذ كان طالبا عام 1929 بجريدة كوكب الشرق ثم محررا بدار الهلال ثم جريدة المصرى، لينتقل بعدها ناقدا رياضيا في روز اليوسف، ثم أنشأ مجلة الأسبوع وبعدها الزمان التي تولى رئاسة تحريرها، ثم جريدة الأخبار مع على ومصطفى أمين عام 1952.

أول خبطة صحفية 

كانت أول خبطة صحفية له تغطية أحداث توقيع معاهدة 1936 مع مصطفى النحاس رئيس الوزراء أثناء عمله مع الصحفى محمد التابعى في مجلة روزا اليوسف بتشجيع من السيدة روز اليوسف لشباب الصحفيين.
كلفه الرئيس جمال عبدالناصر بإنشاء وكالة أنباء مصرية 100%، وهي وكالة أنباء الشرق الأوسط، على النمط الأوروبي، وكان أول مدير لها، عند إنشائها عام 1956 وتركها بعد التأميم، وعاد رئيسًا لتحرير الأخبار في 1959، وعمل أستاذا للصحافة بالجامعة الأمريكية،

آخر مؤلفات الكاتب الراحل جلال الدين الحمامصى 

إلا أنه وبسبب آرائه الجريئة منعته الحكومة عن كتابة عموده "دخان فى الهواء في الأخبار" لمدة 14 سنة ثم عاد إلى الكتابة عام 1974 فكتب أول مقال له بعنوان (ما أحلى الرجوع إليه).

الحمامصى فى انتخابات نقابة الصحفيين 

ساهم في تأسيس معهد الإعلام جامعة القاهرة وقام بالتدريس فيه وتخرج على يديه الثلاث دفعات الأولى من الكلية ثم تحول إلى كلية للإعلام وحين أعلن السادات عن إقامة ثلاثة أحزاب في مصر فكر جلال الدين الحمامصي في إصدار أول جريدة معارضة في مصر وقام بالتخطيط لها واختار الراحل صلاح قبضايا لرئاسة تحريرها.

الصحيفة المثالية 

خلف الكاتب الصحفى جلال الدين الحمامصى العديد من المؤلفات منها: صحافتنا بين الأمس واليوم، نزاهة الحكم، المخبر الصحفي، الصحيفة المثالية، المندوب الصحفي، من الخبر الى الموضوع معركة الجلاء، ماذا في السودان؟ معركة تأميم قناة السويس، من القاتل؟ القربة المقطوعة، وأسوار حول الحوار، المخبر الصحفي، المندوب الصحفي، صالة التحرير، الأخبار في الراديو والتليفزيون، وكالات الأنباء، الإدارة في الصحف. 

لم يسجل الكاتب جلال الدين الحمامصى مذكراته لأنه كان دائما يقول (حتى الآن لم أصل إلى السطر الأخير من حياتى لأكتب سيرتي الذاتية).

وصايا الحمامصى للصحفيين 

من أهم وصاياه للصحفيين تحرى الصدق فى الكتابة الصحفية فكتب يقول: إذا نشر أحد الصحفيين مقالا أو موضوعا يتهم فيه وزيرا أو مسئولا بالفساد فلا بد من التحقيق فى الموضوع، وإذا ثبت أن الصحفى كاذب ولا يملك الأدلة والمستندات التي تؤكد كلامه، فيجب أن يحاكم ويلقى العقوبة المناسبة، أما اذا كان صادقًا وكان اتهامه صحيحا فلا بد أن يعزل المسئول ويحاسب ويتحول إلى عبرة لمن يعتبر، أما أن يترك الأمر هكذا كما تعودنا فى مصر على مدى سنوات طويلة فلا الصحفى يسأل ولا الوزير يعزل، وهو ما أدى إلى حالة الإحباط والفوضى وانعدام الثقة والأمل التى أصابت المجتمع.

الجريدة الرسمية