مفكر في مواجهة التطرف بسوريا، 5 سنوات على رحيل صادق العظم
في مثل هذا اليوم من عام 2016، توفي صادق جلال العظم، المفكر والكاتب السوري، وأستاذ الفلسفة الأوربية الحديثة بعد صراع طويل مع المرض، لم يوقفه عن التصدي للمشروع الديني في المنطقة، إذ خاص صراعا شرسًا ضد الأصولية والتيارات الدينية المتطرفة منذ الستينات وحتى وفاته.
ملامح من حياة المفكر صادق العظم
ولد عام 1934، بمدينة دمشق العاصمة السورية لأسرة تنتمي لعائلة سياسية عريقة من أصل تركي، وتوفي في 11 ديسمبر 2016.
وكان والده جلال العظم أحد النشطاء والساسة السوريين المعجبين بتجربة مصطفى كمال أتاتورك في تركيا.
الدراسة والتكوين لـ صادق جلال العظم
تدرج في المراحل التعليمية، ودرس الفلسفة في الجامعة الأمريكية، وتابع تعليمه في جامعة يال بالولايات المتحدة، كما عمل أستاذًا جامعيًا في الولايات المتحدة قبل أن يعود إلى سوريا ليعمل أستاذًا في جامعة دمشق.
انتقل لتدريس الفلسفة في الجامعة الأمريكية ببيروت ثم عمل أستاذًا في جامعة الأردن، وأصبح عام 1969 رئيسا لتحرير مجلة الدراسات العربية التي تصدر في بيروت، وأستاذا فخريًا لجامعة دمشق في الفلسفة الأوروبية الحديثة وأستاذًا زائرًا في قسم دراسات الشرق الأدنى بجامعة برنستون حتى عام 2007.
كتب صادق جلال العظم في الفلسفة، وأنتج دراسات ومؤلفات عن المجتمع والفكر العربي المعاصر، كما عين عضوا في مجلس إدارة المنظمة السورية لحقوق الإنسان.
نشاط صادق جلال العظم الفكري والسياسي
أسهم صادق جلال العظم على مدار حياته العلمية والسياسية والفكرية بمكتبة ضخمة أسهمت أغلبها في محاولة نشر الحداثة ومواجهة التيارات الدينية والمتطرفة، لكن أكثر المؤلفات التي حازت على شهرة كبرى كتابه ذهنية التحريم، وتبعه بكتاب آخر أسماه ما بعد ذهنية التحريم، ثم الإسلام والنزعة الإنسانية، والأصولية - تحديد نقدي للمشكلات والأفكار والمداخل.
دخل في معارك ضارية مع المتطرفين والتيارات الدينية بكل أطيافهم، وتخصص في الجدل الفلسفي الديني، وانعكس ذلك على معاناة كبرى للمفكر السوري وأسرته، إذ جرت محاكمته بعد أن أصدر كتابه الشهير "نقد الفكر الديني" عام 1969 بعد نكسة 1967، وصدر عليه حكم بالسجن لكن المحكمة أعلنت براءته لاحقا في نفس العام، ولم يستطيع العيش في بلاده بسبب التضيقات المستمرة والتهديدات المتتالية، فقرر المغادرة إلى ألمانيا.
وفاة صادق جلال العظم في المنفى
توفي المفكر السوري صادق جلال العظم عن عمر يناهز الـ82 عاما، إثر صراع مع مرض عضال، ودفن في منفاه بمدينة برلين في دولة ألمانيا.