لماذا تستخدم التيارات الدينية العنف في تمرير أجندتها الدعوية والسياسية؟
العنف واحد من المناهج المعتمدة لدى التيارات الإسلامية، بل قد يكون أحد أبرز المعالم التي خلفتها للمنطقة والعالم منذ نشأتها وحتى الآن، وتطرح الكثير من الأسئلة نفسها حول أسباب استخدام العنف من جماعات تسوق التصالح والتسامح للعالم كطريق ومنهج للحكم.
العنف.. الوجه الآخر للتيارات الدينية
يرى كامل سليمان، الكاتب والباحث أن الأحزاب الدينية بدأت مشوارها من خلال العنف واستمرت به، إذ يسمى تطبيق العنف جهاد في سبيل الله، وإجبار الناس على قبول التعاليم الدينية السياسية يسمى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أضاف: تسويق العنف مع مثل هذه المفردات يداعب الأحاسيس الدينية عند الناس، موضحا أنه لا يوجد اي تنظيم ديني سياسي الا وتجد العنف والدم جزء من منهجيته، بداية من الاخوان مرورا بطالبان والقاعدة وداعش وغيرها.
استكمل الباحث مؤكدا أنها كلها تنظيمات بنيت على الإرهاب والقتل والعنف والقسوة المفرطة، لذلك فإن مفكري الحركات الدينية السياسية يعتمدون أسلوب الشدة في طرح الآراء والحدة في التعامل معها، حيث يتم تأويل الآيات القرآنية الكريمة بطريقة تتلائم مع المفاهيم التي يسعى لتطبيقها التنظيم بالقوة والقسوة والقتل.
أضاف: الفكر السياسي الديني عاجز ان ينافس الفكر غير الديني أو أن يجاري متغيرات الحياة فيلجأ إلى العنف إذ إن العواطف المنفلتة تشبه الى حد كبير السلاح المنفلت، بل ان السلاح المنفلت هي النتيجة الطبيعية للعواطف المنفلتة بسبب الحماسة العالية التي يؤججها الوعاظ والخطباء عند انصار واتباع الحركات الدينية.
اختتم: العنف يغطي العيوب التي تصاحب الحركات الدينية بسبب عدم قدرتها على المواجهة مع العلم الذي يتطور كل يوم وكل ساعة، لأن دعاة الحركات الدينية لا يستطيعون فهم واستيعاب بأن الدين الحقيقي ليس سوى رسالة اخلاقية وليس نظام سياسي او اقتصادي فيحاولون جاهدين ان يثبتوا وجهة نظرهم، فيعجزون ويتقهقرون وتم تعويض هزيمتهم بالعنف.
عن الإسلام السياسي
مصطلح يشتمل على أصولٍ وفروعٍ تمتد لما يقارب الثمانية عقود في أكثر من مكانٍ بدول العالم الإسلامي، قبل أن ينتشر في كافة المعمورة، وجميعها بحاجة حقيقية للإحاطة بها من كافة الجوانب بمنهج أكاديمي صارم يكشف جوانبه ويرصد أبعاده.
ويرى خبراء ضرورة التعمق فيه ودراسته منهجًا وتنظيماتٍ، خطابًا ومفاهيم، طبيعةً وعلاقاتٍ، وهذه الإحاطة به يمكن أن تكون فرعًا جديدًا في العلوم الإنسانية في العالم، بالجامعات والأكاديميات التي تشتمل على أقسامٍ تناقش ظواهر اجتماعية وثقافية تشكل أولوية لدى بعض دول العالم.
ويحتاج الإسلام السياسي لعمل تعريفات تأسيسية بشكل علميٍ محكم، بحيث يتم خلاله تعريفه وموضوعه وأصوله وفروعه، مع العمل على رصد تاريخ هذه الظاهرة، ومتى بدأت، وكيف ظهرت على السطح، وكيف تطورت تاريخيًا عبر عقود، سواء في الهند، أم في مصر، أم في إيران، أم في بقية العالم.
دراسة المناطق
وحسب متخصصين تكمن الحاجة في أهمية تناول هذه الظاهرة لدراسة أهم المناطق التي انتشرت فيها، ورصد خصائص كل منطقة، وتقسيم التناول لهذا مبدئيًا ضمن عدة فروع؛ منها، الإسلام السياسي في الهند وباكستان وأفغانستان وكشمير، والإسلام السياسي في العالم العربي.
ويؤكد الخبراء أهمية دراسته في مصر، بلد المنشأ عربيًا، ثم في كل دولة عربية على حدة، ورصد العلاقات والتأثيرات بين النسختين السنية والشيعية، والعمل على معرفة الإسلام السياسي في الدول الغربية والشرقية وبقية دول العالم ومناطقه.