قيادي بالحركة الإسلامية السودانية: التيارات الدينية أهملت تربية أنصارها
انتقد الدكتور أمين عمر، أحد قيادات الحركة الإسلامية في السودان، الطريقة التي يتربى بها الإسلاميون وكيفية تنمية الوجدان لديهم، موضحا أن التيارات الدينية وفي القلب منهم الإخوان، انشغلوا بالسياسة في جميع بلدان المنطقة على حساب إهمال تربية أنصارهم وتوعيتهم بكيفية التعامل مع الآخرين في الحياة العامة.
إهمال الجهد الفكري
وأضاف: الجهد الفكري وتطوير المشروع الإسلامي اختفي تماما، بل وتضاءل الحديث عنه، مؤكدا أن أفراد الحركة الإسلامية لايعرفون إلا التواجد في المساجد بأشخاصهم فقط، لكن دون إعمال عقولهم والتدبر في كيفية التعامل مع الظواهر المختلفة من حولهم.
وتابع: كان لابد من تدارس الوضع وتداركه قبل تردي الوضع، فمسئولية المشاركة في الحياة العامة ليست بنوافل الصلوات وحلقات التلاوة والذكر، مردفا: جرى اختزال التربية في النشاط الديني دون أن يشمل أيضا تربية ملكة القراءة والتفكر والتأمل.
واختتم حديثه قائلا: لم يتدربوا على كيفية محاورة النفس والآخرين، فالإنسان المتأمل يبقى في حالة تفاعل مستمر ويعرف كيف يطرق أبواب قلوب وعقول غيره ولاينكفئئ على نفسه، على حد قوله.
صراع جبهات الإخوان
وكانت الأشهر الماضية شهدت صراعًا داميًا أظهر على السطح ما كان يدور في الخفاء طوال الأشهر الماضية داخل جماعة الإخوان، وبرزت مؤشرات محاولة انقلاب تاريخية من الأمين الأسبق للجماعة محمود حسين، على إبراهيم منير، القائم الحالي بأعمال مرشد الإخوان، بسبب إلغاء منصب الأمين العام الذي كان يحتله حسين منذ سنوات طويلة.
تجريد محمود حسين من كل امتيازاته، دعاه هو ورجاله للتمرد والاستمرار في مواقعهم بدعوى حماية الجماعة والحفاظ عليها، وهو نفس المبرر الذي دعاه لرفض سبع مبادرات فردية، كما رفض المبادرات العشر التي قدمت في عام ٢٠١٦ من القرضاوي والشباب وغيرهم تعسفًا ورفضًا لأي تغيير.
مصادر تمويل الجماعة
وعلى جانب آخر، تحرك إبراهيم منير، المدعوم من القيادات الشابة بالجماعة ومصادر التمويل، وأطلق العنان لرصد كل انتهاكات الحرس القديم، الذين أداروا الإخوان طيلة السنوات السبع العجاف الماضية.
ورفض منير ما أعلنته رابطة الإخوان بتركيا، وأعلن تمسكه بنتائج الإنتخابات، وأحال 6 من قيادات الجماعة على رأسهم محمود حسين للتحقيق، بسبب رفضهم تسليم مهامهم للمكتب المشكل حديثًا، الذي أصبح لأول مرة تابعًا له، بعد أن كان جزيرة منعزلة عن التنظيم منذ عام 2014.
وبعد رفض القيادات المثول للتحقيق واستمرارهم في الحشد لعزل منير، أصدر قرارًا جديدًا بطرد قادة التمرد من الجماعة، في محاولة لإنهاء فصل من فصول الصراع الداخلي للإخوان، الذي صاحب التنظيم طوال تاريخه ولا يزال مستمرًّا حتى الآن.
لكن القيادات المعارضة لمنير نجحت حتى الآن في فرض رؤيتها على الجماعة، وما زال الموقف معلقًا ولم يحسم لأي من الطرفين