الأفضل شاهنشاه، الوزير القوي الذي أدار السلطة من خلف الستار لـ 3 خلفاء فاطميين
في مثل هذا اليوم من عام 1221 توفي الأفضل شاهنشاه، وزير الخلفاء الفاطميين المستنصر بالله، والمستعلي بالله، والآمر بأحكام الله، وأحد أقوى الوزراء في التاريخ، الذي أدار السلطة من خلف الستار، وكان المعادلة الصعبة في الحكم إلى أن تم التخلص منه وقتله.
صعود الأفضل شاهنشاه إلى السلطة
ولد الأفضل شاهنشاه في عكا من أصل أرمني، والده هو بدر الدين الجمالي الذي كان وزيرًا للفاطميين في القاهرة من 1074 حتى وفاته في 1094، وخلفه ابنه الأفضل شاهنشاه، لكن بعد ذلك بقليل توفي الخليفة المستنصر بالله، فرفع الأفضل الخليفة المستعلي بالله وهو طفل على عرش الخلافة، بدلًا من أخيه الأكبر نزار.
حسب روايات عدة، نفذ الأفضل وصية لخليفة المستنصر بالله بأنه يخلفه المستعلي بدلًا من نزار، وهنا ثار نزار وأنصاره بقيادة حسن الصباح واتجهوا إلى الإسكندرية، إلا أن الأفضل توجه إليهم وحاصرهم وهزمهم وأسر نزار نفسه في عام 1095 واستمر فيه حتى توفى به عام 1097. بينما فر أتباعه شرقًا، حيث أسسوا طائفة الإسماعيلية الحشاشين.
الأفضل شاهنشاه والصراع مع الصليبيين
كانت القدس وقعت في عام 1099 في أيدي الحملة الصليبية الأولى، حاول الأفضل شاهنشاه إنقاذ القدس، ولكنه وصل بعد فوات الأوان، فقد سقطت يوم 15 يوليو 1099 بعد أن فاجأ الصليبيون تحت قيادة جودفري قوات الأفضل شاهنشاه في عسقلان التي حاول الاستفادة منها كقاعدة انطلاق لشن هجمات في وقت لاحق على الممالك الصليبية، وهزيمتها في معركة عسقلان.
قرر الأفضل شاهنشاه الهجوم على غزاة مملكة بيت المقدس كل عام، وفي عام 1105 دخل في تحالف مع حاكم دمشق ضدهم، إلا أنهم هزموا في معركة الرملة.
كانت الأفضلية دائمًا لجيش الأفضل شاهنشاه ما دام لم يتدخل الأسطول الأوروبي، لكنه فقدها تدريجيًا مع سقوط المعاقل الساحلية، إذ فقد في عام 1109 طرابلس، وفي عام 1110، سلم حاكم عسقلان الفاطمي شمس الدين خليفة، المدينة إلى الصليبيين مقابل مبلغ كبير، فقتله جنوده البربر وأرسلوا رأسه إلى الأفضل، واحتل الصليبيون بعد ذلك صور وعكا، وبقيت في أيديهم حتى استعادها صلاح الدين الأيوبي بعد عقود.
لكن الأفضل شاهنشاه استعاد في النهاية القدس التي كان قد فقدها والده أمام قوات تتش بن ألب أرسلان عام 1078، وطرد منها الأرتقيين بعد أن حاصرها، الذين سمح لهم بالوصول إلى دمشق بسلام، وأضعف حصار الأفضل شاهنشاه للقدس من تحصينات المدينة، وهو ما استفاد منه الصليبيون، لكنه مع ذلك استطاع استعادة سيطرة الفاطميين على معظم فلسطين.
نهاية مأساوية للوزير القوى الأفضل شاهنشاه
قتل الأفضل شاهنشاه يوم عيد الأضحى في عام 1121. وقد أشيع أن الحشاشين هم من قتلوه، ولكن لم يكن ذلك صحيحًا، إذ قتله الخليفة الآمر بأحكام الله، الذي خلف المستعلي بالله عام 1101، بسبب استيائه من سيطرة الأفضل شاهنشاه على الحكم، وبمقتله عمت الفوضى.