وضع بلده في مصاف الدول المتقدمة.. من هو الرئيس الصيني الراحل جيانج زيمين
جيانج زيمين.. إنه الرئيس الصيني السابق، الذي وافته المنية اليوم الأربعاء، عن عمر يناهز ٩٦ عاما، إثر معاناته مع سرطان الدم وفشل العديد من الأعضاء، بحسب وسائل إعلام صينية رسمية.
وكانت صحته دائما محور اهتمام الجمهور، من حيث الأخبار المتكررة حول مرضه وحتى وفاته، لكنه كان في كل مرة يظهر علنا ليطمئن الآخرين عليه.
فمن هو جيانج زيمين؟
ولد عام 1926، في يانغتشو بمقاطعة جيانجسو شرقي البلاد.
في عام 1946 انضم إلى الحزب الشيوعي الصيني، وبعدها سافر إلى روسيا ليعمل مهندس كهرباء في مصنع للسيارات في موسكو.
بعد ثلاثة أسابيع على إنهاء مظاهرات "تيانانمين" في عام 1989، أصبح الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني، قبل أن يتولى رئاسة من 1993 إلى 2003.
وبما أن لكل زعيم صيني أسلوبه الخاص، فإن جيانج زيمين هو بالتأكيد فريد من نوعه.. شخصية زاخرة تتقن اللغتين الإنجليزية والروسية ولغات أخرى، ولا تتردد في إظهار إنجازاتها الموسيقية أيضا
على مدى 13 عاما عندما شغل منصب الأمين العام للحزب الشيوعي، أصبح سياسيا بارعا هزم سلسلة من المنافسين.
كان إشرافه على التحول الرأسمالي الذي بدأ في عهد دينج شياو بينج، أحد إنجازاته البارزة.
كما أنه جمع نفوذا سياسيا استمر لفترة طويلة بعد تقاعده الرسمي، ما منحه فرصة كبيرة وراء الكواليس في اختيار الرئيس الحالي، شي جين بينج.
الصين في عهده..قوة ومنافسة
في بداية سنوات حكمه حاول تهدئة صعود المحافظين الذين عارضوا خطوات الصين المؤقتة نحو اقتصاد السوق، لكنه دفع في النهاية لفتح الاقتصاد أمام العالم الخارجي.
وفي عهد الرئيس جيانج، برزت الصين كقوة تصنيعية رئيسية ومنافس صاعد للعالم المتقدم، وقاد بلاده للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، وعمّق إصلاحات السوق.
العلاقات مع واشنطن
لقد دفع العلاقات الصينية الأمريكية للخروج من المد المنخفض بعد مظاهرات "تيانانمين" في الصين،
كان يُنظر له على أنه "براغماتي"، حيث بدا مقتنعا بأن الصين لا يمكنها الازدهار طالما كانت خصما للولايات المتحدة.
وفي تصريحات سابقة له، قال كريستوفر جونسون، بمركز تحليل الصين التابع لمعهد سياسة المجتمع الآسيوي:"لقد كان دائما يضع أولوية كبيرة على العلاقة الأمريكية، وأعتقد أنه خاطر ببعض المخاطر لتعزيز العلاقة".
وأضاف المحلل السياسي "عندما كان جيانج في السلطة كان يعرف كيف يقلب مناهضة الولايات المتحدة. التبديل عندما اضطر إلى ذلك ".
الوجه الآخر
كان جيانج زيمين، عاشقا للموسيقى والعزف على البيانو، وقد اشتهر بأغانيه في الرحلات الخارجية، بما في ذلك أداء لا يُنسى لأغنية إلفيس بريسلي "Love Me Tender" خلال زيارة رسمية للفلبين، كما قاد الصين نحو ثورة اقتصادية وضعتها في مصاف الدول المتقدمة.