بسبب خلاف على الضرائب، أكبر منجم في أمريكا الوسطى يواجه خطر الإغلاق
يواجه أكبر منجم في أمريكا الوسطى خطر الإغلاق الأسبوع المقبل إذا لم توقعّ المجموعة الكندية العملاقة للتعدين "فيرست كوانتوم ماتيريالز" المشغّلة له عقدًا جديدًا مع الحكومة في بنما التي تطالب بزيادة الضرائب التي تدفعها الشركة عشر مرات.
في المنجم الواقع في بنما على الساحل المطل على البحر الكاريبي، مدخنة بطول 125 مترًا بمثابة منارة للمروحيات التي تحلّق قرب المنجم.
حفرة كبيرة في الأرض
وتتحرك شاحنات عملاقة بسعة 400 طن ببطء حول المنحدرات المتدرجة لحفرة كبيرة في الأرض بعرض كيلومتر واحد.
غير أن العمليات في المنجم قد تتوقف وتُلحق بالشركة خسائر فادحة في غضون أيام.
في حال عدم توصل المجموعة الكندية العملاقة للتعدين "فيرست كوانتوم ماتيريالز" إلى اتفاق مع حكومة بنما، قد يتوقف العمل في منجم يُعدّ أكبر مشروع استثماري خاص في تاريخ بنما، إذ يساهم بنسبة 4% من إجمالي الناتج المحلي في البلد وبنسبة 75% من عائدات التصدير.
توقيع عقد جديد
ويقول مدير مشاريع مجموعة "فيرست كوانتوم ماتيريالز" في بنما كيث جرين لوكالة فرانس برس: "مُنحنا مهلة لتوقيع عقد جديد بحلول 14 ديسمبر للقبول بالشروط الجديدة".
ويضيف "نعتزم التوصل إلى اتفاق لكن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود بعض الشيء".
وكانت مجموعة "فيرست كوانتوم ماتيريالز"، وهي من أكبر مجموعات تعدين النحاس في العالم، قد بدأت الإنتاج التجاري للنحاس في الموقع في دونوسو في العام 2019، من خلال فرعها في بنما "مينيرا بنما".
وأنفقت الشركة 10 مليارات دولار على أعمال الحفر وأعمال بناء مباني لإيواء أكثر من سبعة آلاف عامل وشراء آلات ثقيلة ومحطة لتوليد الكهرباء وإنشاء ميناء للسفن التجارية العميقة وإنشاء طرق وخطط لإعادة التحريج.
الحق في "مداخيل عادلة"
في يناير، أعلن الرئيس البنمي لورنتينو كورتيزو عن خطط لتشديد شروط رخصة التعدين، بعقد جديد يلزم شركة التعدين بدفع "ما لا يقل عن" 375 مليون دولار لبنما سنويًا، أي عشرة أضعاف ما تدفعه حاليًا.
وقال حينها: "لبنما حق غير قابل للتصرف في الحصول على مداخيل عادلة من استخراج مواردها المعدنية، لأن النحاس بنمي".
ويشير كيث جرين إلى أن هذا المنجم هو "الأكبر في أمريكا الوسطى" ويُنتج 300 ألف طنّ من النحاس المركّز سنويًا.
رواسب النحاس
تم اكتشاف رواسب النحاس في العام 1968 على ساحل البحر الكاريبي، على بعد 240 كيلومترًا برًّا من العاصمة بنما سيتي.
بَنَت الشركة المُدرجة في بورصة تورونتو ميناء "بونتا رينكون" الدولي قرب المنجم، بهدف نقل النحاس بالسفن وبسبب نقص الطرق التي تربط المنجم بميناء كولون البعيد 40 كيلومترًا.
ورغم عدم اليقين بشأن مستقبل المنجم، لم يتباطأ النشاط واستمرت الشركة في الاستثمار في الموقع.
الثلاثاء، افتُتحت منصة حفر جديدة تزن 200 طن وبارتفاع مبنى من ثلاثة طوابق، ما تسبب في حركة جوية كثيفة.
يشير طيار المروحيات أولديمار أراوز إلى أن معظم المسؤولين الذين يزورون المنجم يفضلون رحلة جوية مدتها ساعة واحدة على رحلة تستغرق أربع ساعات بالسيارة على طريق ضيق آت من العاصمة.
تكلفة الحفارة
وبلغت تكلفة الحفارة المُصنّعة في الولايات المتحدة من قبل شركة "إيبيروك" السويدية ستة ملايين دولار ونُقلت إلى المنجم بواسطة عشر شاحنات.
ويقول مدير "إيبيروك" في أمريكا اللاتينية هانس تراوب إن "أمريكا اللاتينية لديها 200 من هذه الحفارات، 50 منها في تشيلي والآن ثلاثة في بنما".
قام بتجميع قطع الحفارة المهندس التشيلي أليكس جونزاليز الذي عمل سابقًا في تشوكيكاماتا، وهي أكبر منجم نحاس مفتوح في العالم، ويقع في صحراء أتاكاما ويعمل منذ عام 1915.
لكن التعدين في أمريكا الوسطى لا يشبه التعدين في أمريكا اللاتينية. فالتعدين غير قانوني في كوستاريكا والسلفادور مثلًا. وفي وقت توجد إمكانات كبيرة للنمو في بنما، يبقى مستقبل التعدين فيها حاليًا مجهولًا.