سر المغرب في المونديال!
منذ أن نجح منتخب المغرب في الانضمام إلى قائمة الثمانية الكبار العالمية في كرة القدم والحديث لا يتوقف عن هذا الإنجاز العربي الأول والأفريقي الرابع.. هناك من تحدث عن الترابط الذي يجمع العرب من الخليج إلى المحيط والذي بدأ في مشاعر الفرحة الغامرة التي انتابت كل العرب لهذا الإنجاز المغربي..
وهناك من بحث ونقب عن أسبابه الرياضية والفنية والإدارية.. وهناك من تأسى لعدم توفر هذه الأسباب في العديد من البلاد العربية ومنها مصر بالطبع التي لم تشارك في مونديال قطر!.. لكن غاب عن الجميع سبب مهم وأساسي يفسر لنا هذا الإنجاز المغربي الذي يفتح باب التفوق لكل المنتخبات العربية للتفوق إذا أخذت به.
إنه الطموح العالي.. فقد شارك منتخب المغرب في المونديال ليس سعيا للتمثيل المشرف كما اعتادت المنتخبات العربية في كأس العالم لكرة القدم، وإنما أعد نفسه لخوض منافسات قوية مع الكبار من منتخبات العالم في كرة القدم.. لم يضع لنفسه سقفا للطموح وإنما رفع هذا السقف..
وهذا يحسب أساسا لمدربه الركراكي الذي تولى مسؤولية تدريب منتخب المغرب قبل المونديال ببضعة شهور قليلة.. فهو اقتنع بذلك واقنع لاعبيه به.. وهذا يمكن الاستدلال عليه من إجابته على سؤال للإعلامي حول إمكانية منافسة منتخب المغرب على كأس العالم فقد جاءت إجابته تقول إنه حلم يستحق العمل له.
إن مشكلتنا الاساسية نحن العرب، سواء في الرياضة أو في الاقتصاد والسياسة إننا نضع أسقف لطموحاتنا ولذلك نحبس انفسنا في نطاقات لا نتجاوزها ولا نحقق إلا الإنجازات المتواضعة رغم إننا لا نقل عن غيرنا وأبناؤنا يتفوقون عندما يعملون في بلاد غير بلادنا.. ولو تسلحنا أولا بالطموح العالى سوف نعد أنفسنا جيدا لتحقيقه.. إننا يجب أن نقتنع أولا أن دور الكومبارس لا يصلح لنا وأننا يمكننا أن نقوم بأدوار البطولة بنجاح. وهذا ما فعله منتخب المغرب.