علي جمعة: الفتنة ليست شرًا، وفيها تقوية للإيمان
قال الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهوري، إن الفتنة ليست شرًا، وحدد ثلاث خطوات للنجاة من الفتن، التي تملأ العالم في وقتنا الحالي، مؤكدًا على أهمية التمسك بالفرقان كخطوة من خطوات الخروج من المحرمات والشهوات، بعد أن يجعل المسلم النبي، صلى الله عليه وسلم، أبا له باتباع أخلاقه، مع الإكثار من ذكر الله، وبعد ذلك يأتي دور الاهتداء، بأن يفرق بين الحق والباطل بفرقان ربه.
الفتنة ليست شرًا
وكتب الدكتور علي جمعة تدوينة على الفيس بوك "الفتنة التي هي الابتلاء والامتحان تكون بالخير والشر، يقول تعالى: ﴿وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون﴾َ [الأنبياء:35].
وقال عن الفتنة: "الفتنة ليست شرا من كل الوجوه بل فيها أوجه للخير، ولا يعني ذلك أننا نسعى إليها أو أن نطلبها، ولكننا لابد أن نستفيد منها إذا حدثت من هذا الخير التمييز بين الخبيث والطيب، قال تعالى: ﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الغَيْبِ﴾ [آل عمران:179]. وقال تعالى: ﴿لِيَمِيزَ اللَّهُ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ﴾ [الأنفال:37].
الفتنة تقوي الإيمان
وتابع علي جمعة "وقال عز وجل: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الكَاذِبِينَ﴾ [العنكبوت:2، 3] .
وأوضح علي جمعة أن الفتنة فيها تقوية لإيمان المؤمنين وتدريب لهم على الصبر والجلد، وتمحيص لما في قلوبهم من الإيمان قال تعالى: ﴿إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الكَافِرِينَ﴾ [آل عمران:140، 141]. وقال سبحانه: ﴿وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِى صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِى قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور﴾ِ [آل عمران:154].
الفتنة سنن من سبقونا
وأكد جمعة أن الفتنة سنن الذي سبقوا وعلامة على اصطفاء الله لعباده، قال تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ البَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ [البقرة:214].
وعن الخروج من الفتن قال الدكتور علي جمعة: "هذا فيما يخص الفتن وكيفية الخروج منها بفرقان الله عز وجل، وكان الفرقان هو الخطوة الثالثة من خطوات الخروج من المحرمات والشهوات التي تناولنها في تلك المقالات الخمس، فذكرنا أن أولى تلك الخطوات أن يجعل المسلم النبي صلى الله عليه وسلم أبا له، والثانية أن يكثر ذكر الله عز وجل، والثالثة أن يهتدي ويفرق بين الحق والباطل بفرقان ربه."
واختتم حديثه قائلًا: "رزقنا الله نجاة من الفتن ما ظهر منا وما بطن ورزقنا الهداية."