علي جمعة يكشف طرق الخروج من زمن الفتن
كشف الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، عن طرق الخروج من الفتن التي تواجه الإنسان حاليًا، مؤكدًا أن العبادة أيام الفتن تساوي هجرة إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وذلك ما روي في حديث رسول الله، عليه الصلاة والسلام.
عبادة الفتن والهجرة لرسول الله
وقال جمعة إن من أهم ما يعين المسلم على الخروج من تلك الفتن كتاب الله عز وجل كما وصف رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
وكتب على جمعة تدوينة على الفيس بوك "على المؤمن أن يكثر من أعمال الخير بشكل عام ليعينه الله بذلك على الخروج من الفتن، وأن يبادر بتلك الأعمال استجابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول: «بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا» [رواه مسلم]. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «العبادة في الهرج وفي رواية في الفتنة كهجرة إلي». [رواه مسلم] يعني بذلك أن لها ميزة وفضل وأجر عظيم في أوقات الفتن."
وعن العباة في الفتن قال علي جمعة: "يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله معلقًا على هذا الحديث: «وسبب ذلك أن الناس في زمن الفتن يتبعون أهوائهم ولا يرجعون إلى دين فيكون حالهم شبيهًا بحال الجاهلية فإذا انفرد من بينهم من يتمسك بدينه ويعبد ربه ويتبع مراضيه ويجتنب مساخطه كان بمنزلة من هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به، متبعًا لأوامره مجتنبًا لنواهيه»
الخروج من الفتن
وعما يعين المسلم للخروج من الفتن قال د. علي جمعة: "ومن أهم ما يعين المسلم على الخروج من تلك الفتن كتاب الله عز وجل كما وصفه بذلك الصادق المصدوق فيما ورد عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: «إنها ستكون فتنة، قال: قلت فما المخرج؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، من ابتغى الهدى (أو قال العلم) من غيره أضله"
اختلاط الحق والباطل
وتابع جمعة حديثه عن كتاب الله والفتن قائلًا: "هو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي تناهى الجن إذ سمعته حتى قالوا: (إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد) من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعى إليه هدي إلى صرط مستقيم» [رواه البيهقي في الشعب]. ذلك فيما يخص الفتن التي تصيب الإنسان فتغبش على الرؤية."
واختتم حديثه عن الفتن قائلًا: "أما النوع الثاني من الفتن وهو اختلاط أهل الحق وأهل الباطل فيصعب التمييز بينهم فقد أشار القرآن إلى هؤلاء المندسين الذين يتسببون في فتنة المجتمع وأنهم لا يخفون عليه سبحانه فقال تعالى: ﴿قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ المُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلاَ يَأْتُونَ البَأْسَ إِلاَّ قَلِيلًا﴾ [الأحزاب:18]"