عمار الشريعي، عملاق بدأ حياته عازفا في شارع محمد علي، وحب التلحين غير مسيرته
ناقد وفنان من أشهر موسيقى مصر، تحدى إعاقته حتى أصبح من عمالقة المؤلفين الموسيقيين المصريين، رحل فى مثل هذا اليوم 7 ديسمبر 2012 عن 64 عاما تاركا علامات وبصمات فى الموسيقى الآلية والغنائية إضافة إلى الموسيقى التصويرية لكثير من الأفلام السينمائية والمسلسلات التليفزيونية.
موسيقاه عذبة تمس القلوب والأحاسيس هو ابن الذوات سليل عائلة الشريعى الشهيرة وهو خريج قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب وهو عضو النادى الأهلى الذى يحمل رقم عضويته 400، دخل عالم الفن من خلال شارع محمد على فعمل عازفا خلف الراقصات فى الأفراح البلدى والشوارع والحارات، وفجأة اعتزل العزف خلف الراقصات حين بدأ التلحين ووضع الموسيقى.
عشق الموسيقى
إنه الموسيقار والملحن عمار الشريعي هو الغواص في بحر النغم، دفعه عشقه للموسيقى إلى الاعتماد على نفسه، في إتقان العزف على العديد من الآلات الموسيقية منها (البيانو والأكورديون والعود والأورج)، ودرس الشريعى تأليف الموسيقى عن طريق مدرسة "هادلي سكول" الأمريكية لتعليم المكفوفين بالمراسلة، والأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقى.
ولد عمارعلى محمد إبراهيم الشهير بـ عمار الشريعى عام 1948 بمركز سمالوط محافظة المنيا، وهو ينتمي لعائلة من أصول عائلة هوارة بالصعيد، عشقت والدته الموسيقى والغناء وحفظت المواويل والطقاطيق التي كان عمار يرددها وراءها، وبدأ في تعلم التدوين الموسيقي وعمره سبع سنوات، والتحق بمدرسة لرعاية المكفوفين تابعة للمعونة الأمريكية، قبل أن تتحول تبعيتها إلى وزارتي التعليم والشؤون الاجتماعية.
عندما بلغ من العمر 14 عاما، عزف على آلة العود التي عرف من خلالها أسرار الموسيقى العربية، فأتقن العزف بمجهود ذاتي و بالاعتماد على نفسه على آلة البيانو والأكورديون والعود والأورج.
بدأ عمار الشريعى مشواره الفني عام 1970م كعازف لآلة الأكورديون في عدد من الفرق الموسيقية، ثم تحول إلى الأورج، حيث اعتبر نموذجا جديدا في تحدى الإعاقة نظرا لصعوبة وتعقيد هذه الآلة واعتمادها بدرجة كبيرة على الإبصار.
ويحكى عمار الشريعى عن بدايته بالإذاعة فيقول: قدمت من خلال الأوكورديون كمحترف فى الإذاعة وكانت أول مرة أدخل استديو إذاعى أدخلنى الموسيقار عبد الحليم نويرة الذى سمعنى فى معهد الموسيقى العربية وطلبنى وقدمنى إلى لجنة اختبار وأعطانى مقطوعتي لحن الخلود لفريد الاطرش، قلبى دليلى لليلى مراد والقصبجى، واعتمدت عازف أول فى الإذاعة منذ عام 1971، كان أول احتراف فعلى للتلحين في اغنية شادية " أقوى من الزمن "، أما أول أغنية قدمها ملحنا وعازفا هاويا كانت " امسكوا الخشب ياحبايب للمطربة مها صبرى ولم يتقاضى عنها مليما واحدا.
محطة المسرح
ثم كانت محطة المسرح حيث قدمه المخرج حسين كمال فى مسرحية علشان خاطر عيونك وهي أقرب المسرحيات إلى نفسه مع صديقته الحميمة شريهان وأستاذ كبير هو فؤاد المهندس وعمل فيها مع حسين كمال 9 استعراضات راقصة.
إنتاج سينمائى تلفزيوني
قدم عمار الشريعى على مدى مشواره الفني نحو 150 لحنا لمعظم مطربي ومطربات مصر والعالم العربي، كما اشتهر بوضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية والمسرحيات، ومن أشهرها أفلام: الشك يا حبيبي، البريء، البداية،حب في الزنزانة، كتيبة الإعدام، ومن المسرحيات: الواد سيد الشغال، علشان خاطر عيونك، إنها حقًا عائلة محترمة، ومن الدراما: الأيام، بابا عبده، رأفت الهجان، أرابيسك، دموع في عيون وقحة، الشهد والدموع، زيزينيا، والبر الغربي، وحديث الصباح والمساء، وغيرها..هذا إلى جانب برنامجى سهرات شريعى، غواص فى بحر النغم بالإذاعة.