عمار الشريعى يقيم دعاء "أنا من تراب" موسيقيا ونفسيا وعلاقته بالشيطان
قدم المطرب الراحل عبد الحليم حافظ في السبعينيات عددا من الأدعية الدينية التي دأبت الإذاعة والتليفزيون على إذاعتها خلال شهر رمضان وما زالت تقدم حتى يومنا هذا، من هذه الأدعية:انا من تراب، وقد تحدث الموسيقار عمار الشريعى في مواقف كثيرة إعجابا بهذه الأدعية خاصة هذا الدعاء فقال:
إن فن الابتهال فن جميل قائم على الارتجال من القلب وهو يمثل تعبيرا عن حب المبتهل لدينه ورسوله، ودعاء (أنا من تراب ) لعبد الحليم حافظ هو من أفضل ما سمعت كلماتا ولحنا وأداء، وهذه العناصر مكتملة في هذا الدعاء الذى كتبه عبد الفتاح مصطفى ولحنه الموسيقار محمد الموجى، وقامت بإنتاجه إذاعة الشرق الأوسط في عهد الرائد الإذاعى طاهر أبو زيد وقام بإخراجه كمال عبد الحميد وغناه عبد الحليم حافظ..
الكاتب الدينى
وأضاف الشريعى: "عبد الفتاح مصطفى الذى تصدر الكتابة الدينية فاضت المعانى عنده بالكثير في تدفق غير عادى خاصة في الشهر الفضيل، هذا الدعاء تمثل فيه فكرة العند مع الشيطان، والقدرة على قول كلمة لأ، وهي كلمة من أصعب الكلمات التي تقال لشيطان الغريزة والرغبة الطاغية عند الإنسان وهى هنا قمة الاقتدار النفسى".
الدعاء على السيكا
أما الموجي فقد قدم شيئا جديدا بهذا الدعاء، فقد أقام الدعاء على السيكا، خاصة أنه استعان بعدد محدود من المزيكاتية، وهم: عفت على الناي، وحسان كمال على التشيلو، ومجدى بولس على الكونترباص، وحسن أنور على الرق، ومحمود حمودة على الدف.
بكل هؤلاء خرج الدعاء من داخله ليس دعاء عاديا، وصدح عبد الحليم في بداية الدعاء بكلمة " أنا " التي قالها تضرعا الى الذات الإلهية، واحساسه بالفعل كان نابعا من القلب وليس من العقل كأغانيه السابقة.
وينم الدعاء مكتملا عن حركة انسجام بين العازف والملحن والمؤلف والمغني حتى جاء الدعاء ذا فكر درامي سليم مما خلق تفاعلًا كبيرًا بين المستمع والمغني نتج عنه جو من الخشوع والانفعال مع نبرات صوته.
كلمات الدعاء
وتقول كلمات الدعاء: أنا من تراب.. والإرادة هي سرك فيه / تنوره بحكمتك.. وبرحمتك تهديه/ تراب وسرك.. إذا مس التراب يحييه /ألهمني حب الخير.. وحب الجمال والحق / خليني أقول للشيطان.. مهما غواني لأ / علمني أثبت.. ولو زال الجبل وانشق / الهمنى يارب..علمنى يارب / يارب سبحانك ياااارب.