نكتة.. النفط بالتسعيرة الجبرية!
العالم الرأسمالي الذي بني نظريته الاقتصادية على قوانين السوق وهى العرض والطلب، وعلى حرية حركة التجارة والسلع ورؤوس الأموال والأفراد.. وبعد أن ضرب هذه الحريات بعد ١١ سبتمبر في مقتل يستدير ليضرب أيضا جوهر النظام الرأسمالي ويقرر -من طرف واحد- وضع سعر محدد وثابت للبترول الروسي! لا عرض ولا طول! لا أسعار للسوق ولا لغيره!
تسعيرة جبرية عالمية لكنها أقرب إلي النكتة البايخة لسبب بسيط وهو عدم قدرة هؤلاء علي إجبار أو إلزام روسيا بأي شيء.. وسوف يحدث إعادة توجيه لمبيعات النفط الروسي إلى أسواق أخري يتصدرها الهند والصين.. وكلاهما يتميز بأمرين شديدي الأهمية: الأول وجود الدولتان في صدارة الدول الأكثر استهلاكا للنفط.. فهما معا يعادلان استهلاك كل دول الاتحاد الأوروبي كله مرة ونصف! إذ يصل استهلاكهما إلي ما يقرب من ١٩ مليون برميل يوميا! (ضعف إنتاج روسيا من النفط أصلا وخمسة أضعاف تصديرها)!!
النقطة الثانية: سعي الدولتين إلى التأسيس لمخزون استراتيجي ضخم يستطيعان الاعتماد عليه عند حدوث أي أزمات.. وعندما يكون الرقم المذكور معدل استهلاكهما فعلينا تخيل حجم المخزون الذي يمكن أن يوفر لهما الأمان النفطي لفترة طويلة لو تكررت أزمة كورونا مثلا!
روسيا ستعتمد علي التعاون مع الدولتين.. الهند والصين حتى لو أوقفت التصدير لأماكن أخرى! وهو ما سيزيد الاعتماد علي نفط آخر من أماكن بعيدة بكلفة عالية ووفق الأسعار العالمية -التي قد تزيد وليس العكس- يوما سيرفع سعر البيع للهند والصين حتي باستمرار الأسعار التفضيلية لهما! النظام الرأسمالي إنتهي منذ زمن.. لكن آلة الإعلام العالمية تحت هيمنته.. ولن يقول أحد فيه ذلك!