رئيس التحرير
عصام كامل

أسوة بروسيا وأوكرانيا.. تعويض العراق من أمريكا!

إذا كان المقترح الآن من الدول الأوروبية والولايات المتحدة هو تعويض أوكرانيا من الأموال الروسية المصادرة وتحويلها بفوائدها لإصلاح ما دمرته الحرب.. فمن باب أولي أن تسدد هذه الدول كلفة الدمار الذي احدثته في العراق علي الأقل منذ الغزو في ٢٠٠٣.. رغم أن صور ومشاهد وأرقام وإحصائيات الحصار الشامل علي العراق مرعبة وكلها تستحق التعويض إذ تكفي إحصائية تقول إن من كل مليون طفل عراقي يولد كان يتوفي ١٣٠ ألفا منهم!! 

 

بخلاف مئات الألوف من الشهداء وملايين المهجرين والنازحين فضلا عن تأثير أسلحة محرمة علي أجيال عديدة وعلي البيئة والتربة والأرض الزراعية وغيرها.. وطال الدمار فعلا كل شيء هناك.. وليس في البنية التحتية والطاقة والمياه والاتصالات والتعليم والمستشفيات فقط وهو ما لا يقارن بالمعارك الحالية في أوكرانيا أصلا!

 

أمس.. وبالصدفة.. اعترف جيمس كاردين المستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية في حوار حول الوضع في أوكرانيا بأن جيش بلاده قصف منشآت البنية التحتية للطاقة خلال النزاعات في يوغوسلافيا والعراق! وحتي إن لم يعترف فقد شاهد العالم حجم الدمار الذي جرى.. وتابع علي الهواء مباشرة تدمير حتي الكباري والجسور!

 

 

صحيح فكرة التعويض تحتاج إلي إرادة دولية لتحقيقها لكن فلتثبت شعوبنا حقوقها أولا وتترك تحقيق الكثير منها للمستقبل.. ربما جاء وقت مناسب تستطيع فيه كل الشعوب التي تعرضت للظلم وللعدوان أن تحصل علي حقوقها.. وقتها علي الغرب أن يتذكر أنه صاحب تقتراح التعويض عن الحروب والمعارك!

الجريدة الرسمية