العفو يا وزير الأوقاف!
قبل أيام كتبنا عن الأطالة في خطبة الجمعة بأحد أهم مساجد مصر.. تحمل الأسر والعائلات في القاهرة الكبرى راحليها لتتم به عليهم صلاة الجنازة تبركا بصاحبة المقام.. فضلا عن زائريه كل يوم جمعة.. وقلنا إن عشرات النعوش التي تنتظر الصلاة عليها لا تحتمل خطبة جمعة طويلة.. وأن فقه التيسير وقبله الإلتزام بوصايا الرسول عليه الصلاة والسلام ينبغي أن تكون في ذهن خطباء المساجد تلك وأولهم المسجد المذكور.. خصوصا وزحام المسجد فوق الطبيعي للظروف السابقة.. فلكل ميت عائلته وجيرانه واصدقائه.. بما لا يجعل مكانا لقدم..
طلب عفو
وطالبنا وزارة الأوقاف أن تنبه أو تعيد التنبيه بذلك خصوصا أن الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف شديد الإلتزام بالوقت المقرر للخطبة! وكما توقعنا.. بعد المقال أحال الدكتور مختار جمعة الأمر إلي التحقيق. وتم استدعاء إمام المسجد. والذي كان صادقا وأقر بما جري ولم ينكره.. بما يستدعي إعادة أوراق التحقيق إلي فضيلة الوزير مرة أخري.. والذي أصدر جملة من العقوبات علي الإمام!
لا خلاف ولا جدال علي ضرورة إقرار مبدا الثواب والعقاب.. وهو مبدأ متحضر يكافئ المجتهد المصيب ويقوم المخطئ المتجاوز.. ولو تعاملت كل وزاراتنا ومؤسساتنا وهيئاتنا به لأنصلح حال أمور كثيرة.. والأمر كله -هنا- يحسب للوزير الذي تتابع وزارته ما ينشر عنها.. وتحقق فيما ينشر.. ثم يكون القرار بعد التحقيق.. ومع كل ذلك.. وبالرغم من كل ذلك.. نتقدم لفضيلة الوزير بطلب العفو عن الإمام المقصود.. أو علي الأقل إعادة النظر في عقوبة الخصم لأن العقوبة الوحيدة التي ينصرف أثرها علي آخرين لا ذنب لهم.. كما أنها تعرقل مشوار الترقيات إن كنت أفهم جيدا ككل مؤسسات الدولة.. ويكفي المنع من الخطابة عدة أسابيع أوعقوبة اللوم أو لفت النظر..
العفو لا يعني التسيب.. بل هو من تعاليم ووصايا ديننا ورسولنا.. والهدف من المقال الأول كان التنبيه والمتابعة لمراعاة ظروف الناس والآلامهم علي فقد ذويهم بما لا ينقصهم ترك نعوشهم تحت الشمس فترات طويلة بين إقامة وأذان وخطبة.. ولم نكن نعرف الأمام ولم نصل خلفه قبل المقال.. ولم نصل خلفه من بعده.. لكن نطلب العفو لتاريخ الرجل في مواجهة الجماعة الإرهابية وهو يشفع له.. وكذلك بعد أن تحقق الهدف من المقال.. فقد وصلت الرسالة ولن يتكرر ما جري وبلغت أنباء الحسم كل أركان الوزارة.. كل الشكر للدكتور مختار جمعة.
واللهم بلغت اللهم فاشهد..
