محمد بن سعيد الرعيني.. الفقيه المالكي الكبير وأحد أعلام القرن الثامن الهجري
في مثل هذا اليوم من عام 137، توفى محمد بن سعيد الرعيني، الفقيه والمحدث والمفسر والأديب المغربي، وأحد أعلام الفقه المالكي.
عن الحياة والنشأة
هو أبو عبد الله محمد بن سعيد بن محمد الرُّعَيْنِي الأندلسي المعروف أيضا بـالسراج، العالم المسلم المغربي وأحد أعلام القرن الرابع عشر الميلادي والثامن الهجري.
ولد محمد بن سعيد الرعيني بفاس ويرجع أصله إلى الأندلس وأصبح من أعلام الفقه المالكي كما كان عالما بالحديث، وشارك في بعض الفنون، وروى عن نحو ستين شيخًا، وله مؤلفات عديدة في الفقه والأصول والأدب وكان ينسخ الكتب بخطه فتحصّل من مُنتسَخاته ما يزيد على المائة وخمسين كتابًا دون احتساب مؤلفاته.
من أبرز مؤلفات محمد بن سعيد الرعيني تحفة الناظر ومزهوة الخاطر أو تُحفة الناظر ونزهة الخاطر في غريب الحديث، الجامع المفيد في سِفْرَين، والرحلة والمغرب في جملة من صلحاء المشرق والمغرب والقواعد الخمس المهاد والاعتماد في الجهاد وتنبيه الغافل وتعليم الجاهل.
الفقه المالكي
المذهب المالكي أحد المذاهب الإسلامية السنية الأربعة، والذي يتبنى الآراء الفقهية للإمام مالك بن أنس. تبلور مذهبًا واضحًا ومستقلًا في القرن الثاني الهجري، وأهم أفكاره الاهتمام بعمل أهل المدينة، ويمثل 35% من إجمالي المسلمين.
وينتشر المذهب بشكل أساسي في شمال أفريقيا وتشمل دول الجزائر والسودان وتونس والمغرب وليبيا وموريتانيا وصعيد مصر وإريتريا، وفي شبه الجزيرة العربية وتشمل دول البحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت وأجزاء من السعودية وعمان وبلدان أخرى في الشرق الأوسط.
كما ينتشر في دول السنغال وتشاد ومالي والنيجر وشمال نيجيريا في غرب أفريقيا، وكان يتبع في الحكم الإسلامي لأوروبا والأندلس وإمارة صقلية.
ويعد مذهب الإمام مالك وسطًا معتدلًا بين أهل الرأي وأهل الحديث، لكثرة استناده إلى الحديث إذ كانت روايته قد انتشرت ولا سيما المدينة، وكان الإمام مالك يعتمد على الحديث النبوي كثيرًا نظرًا لبيئته الحجازية التي كانت تزخر بالعلماء والمحدثين الذين تلقوا الحديث النبوي عن الصحابة وورثوا من السنة ما لم يتح لغيرهم من أهل الأمصار.
قال عنه الإمام الشافعي: ما ظهر على الأرض كتاب بعد كتاب الله أصح من كتاب مالك، وفي رواية أكثر صوابًا وفي رواية أنفع؛ وهذا القول قبل ظهور صحيح البخاري.