في اليوم الدولي لإلغاء الرق.. أكثر من 50 مليونًا يعانون من "الرق الحديث".. العمل الجبري والزواج القسري أحدث الأشكال
بالأرقام، يعيش ما يقدر بنحو 50 مليون شخص في براثن الرق الحديث، بما في ذلك 28 مليون في العمل الجبري و22 مليون في إطار الزواج القسري.
ما يقرب من واحد من كل ثمانية من جميع الذين يعملون بالسخرة هم من الأطفال. ويتعرض أكثر من نصف أولئك لممارسات الاستغلال الجنسي التجاري.
وتوجد معظم حالات العمل الجبري (86 في المائة) في القطاع الخاص.
كما أن ما يقرب من أربعة من كل خمسة من الذين يتعرضون للاستغلال الجنسي التجاري القسري هم من النساء أو الفتيات.
"العبودية الحديثة"
تظهر أحدث تقديرات منظمة العمل الدولية أن العمل الجبري والزواج القسري قد زاد زيادة ملحوظة في السنوات الخمس الماضية. فقد كان هناك 10 ملايين شخص في براثن الرق الحديث "العبودية الحديثة"، في عام 2021 مقارنة بالتقديرات العالمية لعام 2016، وبذلك يصل المجموع إلى 50 مليونًا في جميع أنحاء العالم. ولم تزل النساء والأطفال هم الأشد استضعافا.
”الرق الحديث“
ومع أن مصطلح ”الرق الحديث“ لم يُعرّف قانونا، إلا أنه يُستخدم مصطلحا شاملا يشمل ممارسات من مثل العمل الجبري، ورق الديون، والزواج القسري، والاتجار بالبشر.
ويشير بشكل أساسي إلى حالات الاستغلال التي لا يمكن لأي شخص رفضها أو الفكاك منها بسبب التهديدات والعنف والإكراه والخداع و/أو إساءة استخدام السلطة.
ويحدث الرق الحديث في كل بلد تقريبًا في العالم، متخطيا الخطوط العرقية والثقافية والدينية. ويمكن العثور على أكثر من نصف (52 %) جميع العمالة القسرية وربع حالات الزواج القسري في البلدان ذات الدخل المتوسط المرتفع أو البلدان ذات الدخل المرتفع.
واعتمدت منظمة العمل الدولية بروتوكولًا ملزمًا قانونًا يهدف إلى تعزيز الجهود العالمية للقضاء على العمل الجبري، والذي دخل حيز التنفيذ في نوفمبر 2016.
معلومات أساسية
ويُمثل اليوم الدولي لإلغاء الرق، 2 ديسمبر، تاريخ اعتماد الجمعية العامة لاتفاقية الأمم المتحدة لقمع الاتجار بالأشخاص واستغلال بغاء الغير، قرار 317 (الدورة الـ15) المؤرخ 2 ديسمبر 1949.
وينصب التركيز في هذا اليوم على القضاء على أشكال الرق المعاصرة مثل الاتجار بالأشخاص والاستغلال الجنسي وأسوأ أشكال عمل الأطفال والزواج القسري والتجنيد القسري للأطفال لاستخدامهم في النزاعات المسلحة.
الأشكال الرئيسية للرق الحديث
قد تطور الرق وتجلى بأساليب مختلفة عبر التاريخ. وفي وقتنا هذا، ما زالت بعض أشكال الرق التقليدية القديمة قائمة على نحو ما كانت عليه في الماضي، وتحول بعض منها إلى أشكال جديدة. وتوثق التقارير التي كتبتها هيئات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، استمرار وجود الأشكال القديمة من الرق المجسدة في المعتقدات والأعراف التقليدية. ونتجت هذه الأشكال من الرق عن التمييز القائم منذ عهد طويل ضد أكثر الفئات استضعافا في المجتمعات مثل: أولئك الذين ينظر إليهم على أنهم من طبقة اجتماعية دنيا، والأقليات القبلية والسكان الأصليين.
العمل الجبري
تبين البحوث التي تجريها منظمة العمل الدولية أن العمل الجبري يمثل مشكلة عالمية، ولا يوجد أي بلد محصن ضدها. وقد تكون الأزمنة والحقائق تغيرت ولكن الجوهر الأساسي للرق ظل قائما. وإلى جانب الأشكال التقليدية من العمل الجبري مثل السخرة والعمل سدادا للدين، يوجد الآن مزيدا من الأشكال المعاصرة للعمل القسري مثل العمال المهاجرين الذي جرى الاتجار بهم بغرض الاستغلال الاقتصادي بجميع أنواعه في الاقتصادي العالمي: العمل في مجالات الاستعباد المنزلي، وصناعة البناء، وصناعة الأغذية والملابس، والقطاع الزراعي، والدعارة القسرية.
عمل الأطفال
بصورة عامة، وفقا لبيانات وفرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف)، يعمل طفل واحد من كل ستة أطفال.
ويمكن تصنيف الغالب الأعم من عمل الأطفال بوصفه استغلالًا اقتصاديًّا.
وهذا الاستغلال الاقتصادي يخالف مخالفة صريحة اتفاقية حقوق الطفل، التي تعترف المادة 32 منها ’’بحق الطفل في حمايته من الاستغلال الاقتصادي ومن أداء أي عمل يرجح أن يكون خطيرًا أو أن يمثل إعاقة لتعليم الطفل، أو أن يكون ضارًا بصحة الطفل أو بنموه البدني، أو العقلي، أو الروحي، أو المعنوي، أو الاجتماعي‘‘.
الإتجار بالأشخاص
ووفقا بروتوكول منع وقمع ومعاقبة الاتجار بالأشخاص، وبخاصة النساء والأطفال، المكمل لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية، يعني الاتجار بالأشخاص تجنيد الأشخاص أو نقلهم أو تنقيلهم أو إيواؤهم أو استقبالهم عن طريق التهديد باستعمال القوة أو استخدامها أو غير ذلك من أشكال الإكراه الغرض منها الاستغلال. ويشمل الاستغلال بغاء الغير أو غير ذلك من أشكال الاستغلال الجنسي أو العمل أو الخدمات القسرية أو الرق أو الممارسات الشبيهة بالرق أو الاسترقاق أو استئصال الأعضاء. وموافقة الشخص المتجر به لأغراض الاستغلال غير ذات صلة، وإذا كان الشخص المتجر به طفلًا، فإنه جريمة حتى بدون استخدام القوة.
الشجاعة
موضوع الحدث التذكاري لهذا العام هو "قصص الشجاعة: مقاومة العبودية والوحدة ضد العنصرية."
سردت نيكول هانا جونز بعض القصص، وهي المتحدثة الرئيسية في الحدث، ومبتكرة مشروع 1619 لصحيفة نيويورك تايمز، الذي يهدف إلى وضع العواقب الناتجة عن العبودية في الولايات المتحدة، ومساهمات الأميركيين السود، أكثر في مركز الروايات القومية.
وحكت هانا جونز - التي تنحدر من سلالة الرق وقد أصبحت أسرتها مزارعة في جنوب الولايات المتحدة - كيف فرّت جدتها "لزرع بذرة الحرية التي لم تراها بنفسها."
وأشارت السيدة هانا جونز إلى أنه "بينما نذكر استعبادنا الوحشي من قبل أشخاص اعتبروا أنفسهم متحضرين، يجب أن نتذكر تقليد المقاومة الأسود الشرس".
وأشارت إلى زومبي دوس بالماريس في البرازيل وملكة جمايكا مربية المارون واستقلال هايتي باعتبارها بعض الأمثلة، مؤكدة أن "المقاومة تظل إرث العبودية".