سامية جمال.. حكاية زينب التي هربت من جحيم زوجة أبيها لتكتب المجد في الرقص الشرقي
بدأت مسيرتها في الرقص الشرقي في أوائل الأربعينيات من القرن الماضى مع فرقة بديعة مصابني، ترقص كالفراشة حافية القدمين فسميت بالراقصة الحافية،عملت سامية جمال ثنائي متميز مع الحان وموسيقى المطرب فريد الأطرش وقدمت معه أشهر رقصاتها وتميزت بالجمع بين الرقص الشرقى والغربى.
كما قدمت للسينما أكثر من 70 فيلما منها انتصار الشباب، ممنوع الحب، سيجارة وكاس، من فات قديمه، تاكسى حنطور، عفريته هانم، آخر كدبة، تعالى سلم، ماتقولش لحد، نشالة هانم، الرجل الثانى، زنوبة، حبيب العمر وغيرها.
ولدت زينب خليل إبراهيم الشهيرة بـ سامية جمال عام 1924 ببني سويف، ورحلت في مثل هذا اليوم الأول من ديسمبر عام 1994، بدأت حياتها لا تقرأ ولا تكتب.. لكنها تعلمت ثلاث لغات فيما بعد فكانت راقصة الحفلات الكبرى التي يحضرها كبار رجال الدولة.
رقصة فردية
حضرت إلى القاهرة عام 1937.. وكانت في الثالثة عشرة هربا من جحيم زوجة أبيها وقسوتها لتعمل خياطة مع شقيقتها في الدرب الأحمر، عرفها أحد جيرانها على بديعة مصابني لتعمل عندها في صالة بديعة راقصة حيث قدمت رقصة فردية، ويومها غيرت اسمها من "زينب خليل إبراهيم" إلى سامية جمال.
كانت البداية الحقيقية لسامية جمال كراقصة كانت ليلة رأس السنة عام 1940، فقدمت أولى رقصاتها على مسرح كازينو الأوبرا ضمن فرقة بديعة مصابني.. واشتهرت بـ "الراقصة الحافية"؛ لأنها كانت تفضل الرقص حافية القدمين وهو اللقب الذي أطلقه عليها الصحفي اللبناني بديع سربية في مجلة الموعد فاشتهرت بذلك.
كومبارس صامت
وفي مطلع الأربعينات بدأت بالعمل في مجال السينما من خلال أفلام عبد الوهاب، حيث ظهرت ككومبارس صامت في أغنية "انسى الدنيا وريح بالك" من فيلم "رصاصة في القلب" ثم دور صغير جدا فى فيلم العزيمة وتوالت أفلامها فيما بعد، ففي 1946 شاركت بدور صغير أيضا في فيلم "أحمر شفايف، مع نجيب الريحانى لكنه كان أول أدوارها السينمائية التي لفتت الانتباه اليها كممثلة وراقصة في نفس الوقت،حتى قدمت أول بطولة لها في فيلم " تاكسى حنطور ".
تعرف عليها فريد الأطرش بفندق الأوبرج ليلة رأس السنة في حضور الملك فاروق، وقد اعترفت سامية جمال مع طارق حبيب في برنامج اثنين على الهواء عام 1976 ان فريد الأطرش هو حب عمرها،وأن هذا الحب بدأ عندما كانت طفلة تسمع صوته وأغانيه لكنها لم تلتقيه إلا عندما عملت بالفن حيث التقت به وجها لوجه في الاوبرج عام 1944، وأنها ما إن رأته حتى سقطت مغشيا عليها، وبعدها بدانا سويا مشوار طويل فى السينما كبطلة لأفلامه بدأت بفيلم حبيب العمر مرورا بأفلام “باحبك انت وعفريتة هانم وآخر كدبة وتعالى سلم وماتقولش لحد.
رقصت سامية جمال فى فيلمين عالميين هما: الامريكى "وادى الملوك"، والفيلم الفرنسى "على بابا والأربعين حرامى" حيث قدمت شخصية مرجانة.
راقصة القصر
الى جانب فراشة السينما والراقصة الحافية أطلق عليها الملك فاروق الراقصة الرسمية لملازمتها له فى سهراته وحفلاته، وأطلق عليها النقاد راقصة القصر، واشتهرت بمشاركتها بالرقص فى الحفلات العامة التى يحضرها كبار رجال الدولة، ولأنها كانت تقدم عروضها بالأوبرج مكان السهرات الدائم للملك السابق فاروق الذى أعجب بها وعشق رقصها بعد أن كانت راقصته المفضلة تحية كاريوكا.
ويحكى الكاتب الصحفى مصطفى أمين فى كتابه (ليالى فاروق ) عن علاقة غامضة ربطت بين الراقصة سامية جمال والملك فاروق ملك مصر الذى تخلى عن تحية كاريوكا التى كانت الراقصة الأولى للقصر من أجل أن يضم سامية جمال إلى حاشيته كيدا وعندا فى المطرب فريد الأطرش الذى كان يغار منه بشدة لما يحظى به فريد بعدد من المعجبات، وكان الملك معروفا بحب التملك.
وأضاف أمين فى كتابه: أن سامية جمال قبلت لعب هذا الدور وأن تنضم إلى البلاط الملكى ردا على إهانة فريد الأطرش لها برفضه الزواج منها لأسباب طبقية وأنه أمير ولا يليق به أن يتزوج بفلاحة مثلها.
سافرت سامية جمال للرقص في أمريكا وهناك تعرفت على شاب امريكى يدعى الكنج وارتبطت معه بقصة حب وزواج بعد ان اشهر اسلامه أصبح اسمه عبدالله كنج إلا أنه سخرها للرقص في كباريهات أمريكا وسطى على كل ماتحصل عليه ووقعت الخلافات وتنازلت سامية عن أموالها ومجوهراتها وحضرت إلى مصر وحصلت على الطلاق.
ارتبطت بقصة حب كبيرة مع الفنان رشدي أباظة انتهت بالزواج ودامت لسنوات طوال وتأرجحت ما بين الاستمرار والانفصال، حيث امتد الزواج بين الثنائي لمدة اقتربت من 18 عاما، وهي أطول زيجة في مشوار رشدي أباظة لكنهما انفصلا فجأة في عام 1977، وترددت الأقاويل أن زيجة رشدي أباظة من صباح كانت هي سبب هذا الانفصال، ونتج عن هذه الزيجة أربعة أفلام أشهرها "الرجل الثاني" ورحلت عام 1994.
الاعتزال حتى الرحيل
في أوائل السبعينيات اعتزلت الفنانة سامية جمال الأضواء والفنّ ثم عادت مرة أخرى للرقص في منتصف الثمانينات بطلب من الفنان سمير صبرى للرقص مع فرقته لمساعدتها ماديا وكانت قد قاربت السبعين من عمرها ولكنها سرعان ما عاودت الاعتزال مرة أخرى ولكن بشكل نهائى إلى أن وافتها المنية بعد غيبوبة دامت أسبوعا.