اللواء حمدي لبيب لأئمة تشاد: عليكم بمواكبة متطلبات العصر والتسلح بعلوم الأزهر
قال اللواء حمدي لبيب خبير الأمن القومي، نائب مدير الشئون المعنوية سابقا: إن الجماعات المتطرفة الإرهابية التي ابتليت بظهورها الشعوب مؤخرا ما هي إلا جماعات ضالة حادت عن طريق الحق، تبث سمومها بين أوساط الشباب لغسل عقولهم وإيهامهم بمعتقدات فكرية خاطئة لتنفيذ أجنداتهم بتسييس الدين وفرض السيطرة على العقول، واستراتيجيتهم تكمن في تأويل النصوص الشرعية تأويلات خاطئة وحكمهم على المخالف لهم بالتكفير دون مراعاة لضوابط الحكم الشرعي لها، ومن ثم تُشاع الفوضى وبث روح كراهية الأوطان وانتشار ثقافة التخريب والقتل والدمار.
جاء ذلك خلال محاضرته حول "سيكولوجية التكفير" التي عقدت خلال انطلاق الدورة التدريبية العلمية المكثفة التي تعقدها المنظمة العالمية لخريجى الأزهر بمقرها الرئيس بالقاهرة، لـ 25 إماما وخطيبا من دولة تشاد، وذلك بالتعاون مع أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب، لصقل خبراتهم المعرفية فى العلوم الدينية وتدريبهم على كيفية دحض الفكر المتطرف بأساليب حديثة ومعاصرة ومن خلال التمسك بعلوم الأزهر الوسطية على يد كبار علماء ومشايخ العلماء الأزهريين العدول.
وفي محاضرته تناول الخبير الاستراتيجي معنى التكفير وشروطه ومصادره الرئيسية، وبين معنى الإرهاب، والتعصب، والتطرف وأنواعه وأسبابه.
كما أوضح الآليات الهامة لمكافحة مثل هذه الجماعات المضللة التي تسعى لتدمير الدول وهدم الحضارات، وتكمن في تنبه الحكومات والدول لخطورتها والعمل على تكاتف جهود جميع المؤسسات بالدول بوضع قوانين صارمة لكل ما يختص بالإرهاب والتطرف والتعصب ووضع الخطط الاستراتيجية الشاملة والمتطورة في مجابهة الأفكار المتشددة والهدامة من قبل هذه الجماعات بتوحيد المفاهيم المعرفية عن أعداء الإسلام وبيان خطورتهم، والتركيز على الموضوعات الحضارية والوطنية والدينية في إطارها السليم.
وأشار إلى ضرورة الاعتناء بالشباب وتأهيلهم نفسيا ورياضيا، مؤكدا على الدور الكبير الذي يتحمله الأزهر الشريف باعتباره المؤسسة العلمية الدينية العريقة في حماية الرسالة المحمدية ونقلها بكل أمانة ووسطية لأفئدة المسلمين بالعالم أجمع، فضلا عن كونه من أشد وأهم الآليات في مكافحة الأفكار المتطرفة ودحضها بالعلم الصحيح ونشر الوعي المعرفي والمجتمعي.
وفي نهاية المحاضرة نوه بضرورة تكثيف تدريب الوعاظ والأئمة على كيفية المواجهة الفكرية مع الغير بتزويدهم بأساليب وأدوات حديثة لمواكبة العصر، إلى جانب الرد على الشبهات المكذوبة من أدعياء الإسلام من خلال منصات التواصل الاجتماعي نظرا لقدراتها الهائلة على الانتشار وتخطي الحدود الجغرافية دون وجود حاجة للتوثيق.