ورقة الحرب السرية.. اجتماع حاسم فى برلين لتسليح الجيش الألمانى برقم ضخم
أعلن ستيفن هيبيستريت ممثل مجلس الوزراء الألماني، أن البرلمان الألماني يعتزم إنفاق 20 مليار يورو من الميزانية لتجديد مخزون الأسلحة لدى الجيش.
ذخيرة الجيش الألماني
ومن المقرر أن يعقد المستشار الألماني أولاف شولتس، اجتماعا مع الوزارات والمستشارين اليوم، لمعالجة النقص في الذخيرة لدى الجيش الألماني، على خلفية الإمدادات العسكرية لأوكرانيا والمشاكل المتعلقة بتوزيع الميزانية.
وعلق ستيفن هيبيستريت على هذه الرسائل في مؤتمر صحفي حكومي، قائلا: "هذا أكثر من مجرد اجتماع روتيني على مستوى المسؤولين"، ولم ينف أن يكون موضوع الاجتماعات هو العجز في البوندسفير "الجيش الألماني".
وأضاف: "بالطبع سيكون محور النقاش هو الذخيرة.. النقطة المهمة هي أن الحكومة الفدرالية والبوندستاج يريدان إنفاق 20 مليار يورو من الميزانية لتجديد المخزونات".
أفادت مجلة "دير شبيجل" الألمانية أن الجنرال إبرهارد زورن، المفتش العام للقوات المسلحة الألمانية، توقّع في ورقة استراتيجية سرية أن تواجه هذه القوات سنوات صعبة.
ولفت زورن إلى أن احتمال اندلاع نزاع مسلح بين بلاده وروسيا تتزايد، وحض على تعزيز تركيز القوات الألمانية على الدفاع عن نفسها في مواجهة أي هجوم عسكري.
وأوردت المجلة الألمانية في موقعها على الإنترنت، أن الجيش الألماني يفكر في تغيير جذري في استراتيجيته، ويعتبر أن ذلك بات ضروريًا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
ورقة الجنرال السرية
وفي الورقة الموضوعة في سبتمبر الماضى، وحصلت عليها المجلة، أمر زورن الجيش الألماني بالاستعداد "في شكل أكثر فاعلية" لحرب داهمة مع روسيا.
وفي الورقة نفسها، كتب زورن، "يمكن أن تحصل هجمات ضد ألمانيا من دون إنذار وأن تتسبب بضرر كبير قد يكون وجوديًا"، بحسب "دير شبيجل".
وتُعَد قدرة القوات المسلحة الألمانية (بوندسفييار) في الدفاع عن نفسها واستعدادها العملاني، "عاملين أساسيين لبقاء" البلاد ككل. وفي الورقة المؤلفة من 68 صفحة والمعنونة "أدلة عملانية للقوات المسلحة"، يضع زورن خطة لإصلاح واسع النطاق لجيش بلاده، ويشير إلى أن التركيز على التعاون مع قوات أجنبية في مهمات خارجية، على غرار ما حصل في أفغانستان، "لم يعد مفيدًا في الوضع الحالي بمفاجآته التي تهدد النظام".
ويضيف زورن أنه "بدلًا من ذلك، سيهيمن الدفاع على أعمال الجيش الألماني، بما في ذلك القدرة على توفير ردع مرئي وموثوق". ويحض زورن قوات الـ"بوندسفييار" على تسليح نفسه استعدادًا لـ"حرب مفروضة". ووفق الموقع الإلكتروني، تتكرر عبارة "الردع" بكثرة في تلك الورقة التي تلفت إلى أن نزاعًا مباشرًا يهدد أكثر من ذي قبل البلدان الأعضاء في حلف شمال الأطلسي الواقعة في أوروبا الشرقية.
بالتالي، تستنج الورقة أنه يجب على ألمانيا أن تؤدي دورًا رائدًا في أوروبا وتجعل قواتها أكثر متانة، "ذلك أن قوات منتشرة، مكثفة ومتوائمة مع هذا السيناريو ومدربة، تشكل العمود الفقري لهذا الردع".
نشر قوات ألمانية
وفي حين أن إرسال قوات صغيرة متخصصة في مهمات خارجية لم يعد كافيًا، فقد بات المطلوب الآن نشر قوات كبيرة جاهزة للقتال تكون مستعدة لأي حرب يخوضها الحلف.
ووفق "دير شبيجل"، يبدو أن ذلك الضابط الأرفع مستوى في الجيش الألماني (يحمل زورن أربع نجوم على كتفيه) يطبّق "نقطة التحول" التي أعلنها المستشار الألماني أولاف شولتز بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. إذ يستهل زورن الورقة بالإشارة إلى أن "الحرب في أوروبا أصبحت واقعًا من جديد".
بالتالي، يجب على ألمانيا الاستعداد لمواجهة عدوان روسي على الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي، وعلى الجيش الألماني أن يوفر "قوات قادرة على الرد وعلى القتال" ولا تنتظر الدعم من الولايات المتحدة. وينبّه زورن إلى أن الاتحاد الأوروبي والحلف لا يستطيعان تحمل تكاليف البدء بالتخطيط وإرسال القوات بعد وقوع الحرب، بل عليهما فعل ذلك منذ الآن.