51 عامًا على اغتيال وصفي التل رئيس وزراء الأردن في القاهرة
في مثل هذا اليوم من عام 1971، اغتيل رئيس الوزراء الأردني وصفي التل، على يد منظمة "أيلول الأسود" في القاهرة خلال ذهابه لحضور اجتماع في فندق الشيراتون بالقاهرة مع مجموعة من الوزراء العرب.
مقدمات الاغتيال
ساهم وصفي التل في اتخاذ قرار مصيري بمقر القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية وتوجيه ضربة استئصالية ضخمة، وبقوات متفوقة إلى كل المنظمات الفلسطينية المسلحة التي دخلت المدن الأردنية بعد أن خسر الأردن الضفة الغربية في حرب 1967، وتوحشت المنظمات وفقدت الحكومة سلطتها على المخيمات الفلسطينية وسلوك الفصائل الذي كان يستخدم الأراضي الأردنية لعمل أنشطة عسكرية ضد إسرائيل دون التنسيق مع الدولة الأردنية؛ بما عرضها لمخاطر صعبة.
كان الملك حسين يريد توجيه ضربة عسكرية محدودة تحصر النشاط العسكري للفصائل داخل المخيمات وتعيد هيبة الدولة، بينما كانت المؤسسة العسكرية تصر على توجيه ضربة استئصالية قاضية وكان يقود هذا الرأي المشير حابس المجالي، ووصفي التل، وزيد الرفاعي، وزيد بن شاكر ومدير المخابرات الأردنية آنذاك نذير رشيد.
«خطة جوهر»
تعاون وصفي التل مع حابس المجالي لتنفيذ الضربة القاضية، وفي يوم التالي بدأ الجيش بتنفيذ «خطة جوهر»، وحدثت اشتباكات بين الجيش والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد أن تم تشكيل حكومة وصفي التل.
أطلقت حركة وصفي التل هجومًا على قواعد الفدائيين على طول طريق عمان جرش في يناير عام 1971، وأخرجهم الجيش من إربد في مارس وبدأت الدبابات الأردنية بالقصف المدفعي العنيف على مواقع المنظمات الفلسطينية.
بدأت أيضا المجنزرات في اقتحام مخيم الوحدات، ومخيم البقعة ومخيم سوف في عمّان، ومخيم الزرقاء، كما اجتاحت فرق المشاة شوارع مدن الزرقاء وعمّان وإربد لتنقيتها من المسلحين، ودارت معارك ضارية فيها.
قرارات التل ضد منظمة التحرير
في أبريل أمر وصفي التل منظمة التحرير الفلسطينية بنقل جميع قواعدها من عمان إلى الغابات بين عجلون وجرش، لكن أنصارها قاوموا بشدة في البداية لكنهم الجيش الأردني قصفهم بشدة وحاصر آخر الفصائل البالغ عددهم 2،000 شخص في منطقة عجلون - جرش.
استسلموا أخيرًا، وسمح لهم بالمغادرة إلى سوريا، وبقى نحو 200 مقاتل عبروا نهر الأردن للاستسلام للقوات الإسرائيلية وليس للأردنيين ليعلن الملك حسين في مؤتمر صحفي بنفس الشهر أن السيادة الأردنية قد أعيدت تماما.
قبل زيارة وصفي التل لمصر كان لهذه المصادمات بين السلطات الأردنية ومنظمة التحرير الفلسطينية صدى صعب؛ لهذا عرفت بفترة الأحداث المؤسفة.
لم تنسَ الفصائل الفلسطينية لـ وصفي التل قتل ما يقارب 4000 عضو بالمنظمة، واشتغلت النيران في الصدور، وأقدم أعضاء المنظمة على قتل وصفي التل حسب ما ذُكِر بعد التحقيقات.