دي إم سي.. وحرب اليمن وإعادة كتابة التاريخ!
كان مشاهدة برومو الحلقة كافيا لانتظارها مساء الجمعة. هذه أول مناقشة موضوعية لحرب اليمن وهي مثلها مثل أحداث كثيرة لم يعرفها ولم يعرف عنها شعبنا شيئا إلا بالشكل الذي قرره الإخوان عليهم.. نصف قرن وجماعة الشر الملعونة تكتب تاريخ بلادنا منفردة.. لا مراجع ولا حسيب ولا رقيب اختلط الوطني بالسياسي فتركوها ترتكب بحق أجيال متعاقبة ما ارتكبت..
إلى حد أن طالب البعض ذات فترة بهدم السد العالي! لقد منع الطمي وحرمنا من أنواع من السمك!! أما حرب ٥٦ التي أسقطت الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس والتي استردينا بها وفيها ممتلكات أو قل أعز ممتلكات شعبنا قالوا للمصريين إنها هزيمة!! والتأميم نفسه قالوا إنه "عنجهية وغوغائية وبحث عن مجد شخصي وزعامة فارغة" وإنها كانت عائدة عائدة! وهكذا بلا خجل حتي من تضحيات شعب بأكمله حمل السلاح وقدم في بورسعيد درسا للعالم كله في معني الحرية!
رسالة إعلامية
أمس الأول.. قدمت "دي ام سي" وقدم الإعلامي البارز العزيز أحمد الدريني في "عن قرب" ليس درسا في الوطنية فحسب وإنما أيضا درسا في الموضوعية.. وفي "التخديم"علي ما يقدم للناس علي شاشاتهم.. وما يستلزم بحث وجهد وعمل وتعب وصبر وصولا إلي فرحة النجاحات الكبيرة.. فالرسالة: لا يمكن فهم قرار سياسي ما بعيدا عن سياقه..
والرسالة: تاريخ الدولة المصرية حلقات متعاقبة ومتصلة راكمت نضالها إلى اليوم.. والرسالة: هذا النضال كانت تضحيات شعبنا شعلته الأساسية والسخرية منه سوء أدب والهجوم عليه أعمال مدفوعة مقدما من جيوب أجنبية..
والرسالة: كثيرون ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا في تقييمهم لحرب اليمن في معسكر واحد -ويا للعار- مع الإنجليز والموساد والإخوان وكانت الأخيرة الوكيل الإعلامي الحصري لهؤلاء لتشويه الدور المصري في واحدة من أهم وأعقد الأحداث التاريخية.. فلا مصر باعت ذهبها ولا هي خسرت المعركة.. بل انتصرت الثورة وسقط الإمام وسقطت الإمامة ورحلت بريطانيا عن اليمن وبعده عن الجزيرة العربية وصار البحر الأحمر بحيرة عربية وصار الخليج عربيا!
حلقة الجمعة تؤكد ما قلناه عشرات المرات من أن التاريخ سيكتب من جديد وسينفض شعبنا غبار -أو قل قاذورات- الجهاز الإعلامي لجماعة الشر.. وسيرى وسيعرف حقيقة نضال أجداده وأبنائه.
حلقة الجمعة -بمن فيها وما فيها وما بها- ينبغي أن تعاد وبتكثيف دعائي كبير..اذ يكفي أنها نغمة إعلامية جميلة وممتعة ومختلفة ومميزة وفاصلة في مواجهة نصف قرن من الكذب والإفك استمر حتي -أو رغم- فضح الدور الإخواني عام ٢٠١٩ في كتابة تاريخ حرب اليمن عندما سربت البي بي سي الوثائق كاملة!!
اليوم يكتب التاريخ من جديد.. وها هي طلقة مدفعية جديدة علي رأس الإرهابية بعد التنظيم السري وقطب والعدوان الثلاثي، كأكبر جراحة حقيقة في عملية إزالة أثار الإخوان!
تتبقى خطوة ستحدث في المستقبل.. ستضع حرب اليمن في المكان الذى تستحقه.. وكيف يمكن قطع ذيول الإمبراطوريات الكبري من جغرافيا محرمة عليه.. وكيف يمكن حساب الانتصارات مقدرة إلى الخسائر والشعار يومئذ: الأمم العظيمة لا تبني إلا بتضحيات عظيمة!