رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهارده.. وفاة الإمام محمد الجواد تاسع أئمة الشيعة الاثنى عشرية

الطقوس الشيعية للحداد
الطقوس الشيعية للحداد

في مثل هذا اليوم من عام 835، توفي الإمام محمد الجواد، تاسع أئمة الشيعة الاثنى عشرية، وهو الحادي عشر من المعصومين الأربعة عشر، وقد عاصر اثنين من الخلفاء العباسيين هما: المأمون، والمعتصم، وتوفي في خلافة الأخير. 

 

عن حياته ونشأته 

وُلِدَ في المدينة المنورة، وعاش الإمام محمد الجواد مع والده علي بن موسى الرضا فترة بسيطة، وقد اختلف المؤرخون على ذلك، حيث يقول بعضهم أنَّ الرضا حينما سافر إلى خراسان كان عمر الجواد خمس سنوات، وآخرون يقولون أنَّ عمره كان سبع سنوات. 

 

وقد أجبر المأمون العباسي علي بن موسى الرضا على الرحيل من المدينة المنورة إلى خراسان، فخرج من المدينة المنورة نحو مكة، ومنها إلى خراسان.

 

ويُروى أنَّ الرضا عندما أراد الخروج إلى خراسان، جمع عياله وأمرهم أن يبكوا عليه، وقال: إني لا أرجع لعيالي أبدًا. وقد أمر جميع وكلائه بالسمع والطاعة لابنه الإمام محمد الجواد وترك مخالفته.

 

توفي الرضا بعد أربع أو خمس سنوات من رحيله إلى خراسان، حيث دس المأمون السُّم إليه، ويعتقد الشيعة بأنَّ معجزة قد حصلت لـ الإمام محمد الجواد حيث حضر إلى خراسان قبل وفاة والده، ولمّا توفي قام بتجهيز جثمانه من التغسيل والتحنيط والتكفين والصلاة عليه. وبعدما فرغ من إجراء المراسيم الدينية على جسد والده، رجع من حينه إلى المدينة المنورة، وأخبر أسرته بوفاة والده، وأمرهم أن يقيموا المأتم عليه.

 

هجرته إلى بغداد

كتب المأمون كتابًا إلى والي المدينة المنورة يأمره بإرسال الإمام محمد الجواد إلى بغداد، وقد وصل إلى بغداد وهو في العاشرة أو الحادية عشرة من العمر، ويرى بعض مؤرخي الشيعة أن استقدام المأمون للجواد كان سنة 204 هـ أي فور وصول المأمون من خراسان، فيما يذهب آخرون كابن طيفور أن استقدامه كان سنة 215 هـ.

 

وقد أراد المأمون أن يزوج الإمام محمد الجواد ابنته أم الفضل، وحينها أُثيرت ضجة كبيرة على العباسيين، الذين كانوا يومذاك أصحاب السلطة ورجال الدولة، ويُشَكِّلون طائفة كبيرة، فقد قيل: إنَّ الإحصائيات أُجرِيَت في وِلد العباس فكانوا ثلاثًا وثلاثين ألف نسمة. لكن المأمون كان مصرًّا على تزويج ابنته أم الفضل لمحمد الجواد، وقد حصل ذلك.

 

عهد المعتصم

توفي المأمون سنة 218 هـ (833 م)، وتسلم الخلافة من بعده أخوه المعتصم، ولذا يعتقد الشيعة أنَّ المعتصم استغل علاقة ابنة أخيه مع زوجها الإمام محمد الجواد ليحرضها على دس السُّم إليه.

 

إمامته

الإمام محمد الجواد هو التاسع من اثنى عشر إمامًا من أئمة الشيعة الاثنى عشرية، حيث استلم الإمامة سنة 203 هـ بعد شهادة أبيه الإمام الرضا لفترة سبع عشرة سنة التي قضت خمس عشرة سنة منها في فترة حكم المأمون.

وفاته

توفي الإمام محمد الجواد سنة 220 هـ ودفن في مقابر الكاظمية بجانب جده الكاظم، ولم يُبنَ على وقد سُمِّيَت البقعة بـ«الكاظمية» أو «الكاظمين»، وكان الشيعة يقصدون ضريحهما للزيارة وقد بُنيت المساكن والبيوت حول قبرهما، حتى صارت قرية من قرى بغداد، حتى تحولت في العصر الحديث إلى مدينة كبيرة.

الجريدة الرسمية