حدوتة منة شلبى!
إلقاء القبض على منة شلبى في مطار القاهرة وهى قادمة من أمريكا لاتهامها بحيازة مواد يشتبه أنها مخدرات، ثم إفراج النيابة عنها بكفالة خمسين ألف جنيه هو خبر تكتمل فيه كل عناصر الإثارة والتشويق والجذب.. فإن بطلة الخبر فنانة مشهورة.. والاتهام الموجه لها مثير.. ولكن ليس معنى ذلك ألا يتم مراعاة القواعد المهنية حينما يتم تناول هذا الخبر صحفيا وإعلاميا وكذلك على مواقع التواصل الاجتماعى، وهو ما اعتدنا عليه في تناول مثل هذه الوقائع للأسف الشديد.. فنحن ننسى دوما أن المتهم برىء حتى تثبت إدانته بحكم قضائى نهائى وبات، أى استنفذ كل درجات التقاضى.. ولا نحرص على التأكد مما ننشره ونروجه عادة!
ففى حدوتة منة شلبى جزمت بعض الأخبار أن ما ضبط في حوزتها هى عبوات من مخدر الماريجوانا، رغم أن محضر الضبط تحدث عن ضبط مواد يشتبه أنها مخدرات.. كما أكدت أخبار أخرى أنها اعترفت بأن المخدرات المضبوطة ملك لها وهى للتعاطى الشخصى رغم أنها أمام النيابة أنكرت صلتها بهذه المضبوطات وعدم علمها بوجودها في حقائبها.. واستنكر آخرون إفراج النيابة عنها بينما هذا ما تفعله النيابة عادة مع المتهمين بتعاطي المخدرات!.. بل لقد ذهب آخرون لما هو أبعد من ذلك بتصوير حدوتة منة شلبى على أنها حدوتة لإلهاء الرأى العام وصرف انتباهه عما هو أهم على طريقة (انظر العصفورة)!
وهكذا فرضت دواعى الإثارة نفسها على تناول هذا الخبر وطغت على دواعى الموضوعية والمهنية في تناول مثل هذه الأخبار التى تحظى بدرجة إثارة كبيرة، حيث ننسى أن دورنا في الصحافة والإعلام ليس هو دور القضاة وإنما دورنا هو نشر الحقيقة المستندة إلى المعلومات الصحيحة.. هذا ما فعلناه في حدوتة منة شلبى، وما دمنا لا نراعي قواعد المهنية سوف نكرره في حواديت أخرى مقبلة!