لماذا استمرار اختفاء الأرز؟!
نحن نزرع أرزا يكفى ويفيض استهلاكنا سنويًا ورغم ذلك تعرضنا لاختفاء الأرز في أسواقنا خاصة الأرز فرز أول.. والأرز لم يتأثر لا بإرتفاع سعر الدولار ولا بالتضخم العالمى الذي صاحب الحرب الاوكرانية ومع ذلك فإن تجار الأرز الكبار يصرون على رفع أسعاره مادامت أسعار المكرونة ارتفعت كما يبررون ذلك!.. ورغم أن الحكومة أعلنت من قبل أن الأرز سلعةً استراتيجية فان المنتجين لم يبدأوا بعد في تسليم الإنتاج الجديد من محصول الأرز الذي تمت زراعته.. ورغم أن وزارة التموين تراجعت أمام كبار تجار الأرز ورفعت سعر الأرز فرز أول إلى ثمانية عشر جنيها بدلا من خمسة عشر للكيلو فإن أزمةَ الأرز لم تنفرج لآن كبار التجار لا يرضيهم هذا السعر ويرغبون في زيادته أكثر!!
فما العمل إذن؟!
العمل هو أن تبدي الحكومةَ مزيدا من الصرامةَ أمام تجار الأرز الكبار ولا تظهر لهم أن ضغوطهم تجدى معها نفعا وأنها قابلة للتراجع، خاصة وأن كيلو الأرز الذى يريد كبار التجار رفعه الى ما فوق العشرين جنيها يشترونه من الفلاح بخمسة جنيهات، أى أن هامش الربح فيه بهذا المعنى يبلغ أكثر من ٤٠٠ فى المائة بينما هامش الربح المتعارف عليه عالميا في السلع فلا يتجاوز ٣٥ في المائة فقط !
وكبار التجار معروفين للسلطات الحكومية المسئولة.. وأيضًا زراع الأرز معروفون لها.. ونحن الآن بسبب الأزمة الاقتصاديةَ نعيش ظروفا خاصة تقتضى تصرفات حكومية استثناءيةَ لجأت لها دول عديدة لتوفير الغذاء للمواطنين.. أى أن التدخل الحكومى هنا وبصرامة وحسم ليس بدعة أو أمرا غريبا أو مستهجنا.. بل المستهجن هو ترك عدد من كبار التجار المحتكرين يتحكمون في سلعة مهمة على النحو الذى نراه الآن بالنسبة للأرز.