المخابرات والجواسيس
الجاسوس يختلف عن رجل المخابرات لأن الجاسوس يدرب على يد رجال المخابرات ليرسل في مهمة إلى خارج الحدود بينما يبقى رجل المخابرات في مكتبه ينتظر ما يرسله إليه الجاسوس بمختلف الوسائل التي زود بها ودرب عليها.. في روسيا معهد خاص تابع لوزارة الدفاع يتخرج منه الجواسيس الذين يختارون بدقة، وفي لندن مدرسة لتدريب الجواسيس تابعة للمخابرات البريطانية.. أما في أمريكا فيجري تدريب الجواسيس في مقر المخابرات الأمريكية..
أما في الصين فالصينيون يجدون مشقة في اختيار جواسيسهم لأنه من الصعب على الجاسوس الصيني السير في شوارع أوروبا وأمريكا دون أن يلفت النظر إليه، وكان الحل تكليف الذين هم من أصل صيني ويعيشون في بلاد أجنبية بالعمل لدى المخابرات الصينية.. أما في البلاد العربية جميع رجال مخابراتها من القوات المسلحة حيث الذكاء والحنكة ليصار إلى اتباعهم دورات شاقة تعلم فنون التجسس ليصبحوا جاهزين للمهام التي توكل إليهم.
مختلف المهام التجسسية تهدف لشيء واحد يخدم في النهاية مخططات الدولة وفق مصالحها وسياستها من خلال جمع المعلومات والقيام بالتحريات تمهيدا لتوجيه الضربة للدولة المستهدفة.. أجهزة المخابرات في العالم تهتم لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات التي تحقق مصالحها وزعزعة الدولة التي تستهدفها وإحكام السيطرة عليها وإذا أرادت المخابرات في دول العالم للعمليات السرية البقاء في عصر الجاسوسية التقنية الحديثة..
فإنه يترتب على الجواسيس توسيع عملياتهم السرية وعلى الأخص في الشئون الداخلية للبلدان التي يستطيع العملاء العمل فيها بالخفاء، لأن تحول أجهزة المخابرات إلى العمل السري أصبح واضحا للعاملين الذين يتخصصون لتدريبات جديدة معدة للتحرك الخفي أكثر منه للتجسس التقليدي، وأوجه التدريبات تتناول نشاطات عسكرية كالتسلل والهرب أو أعمال النسف والإنزال الليلي وتفجير السيارات المفخخة وزرع أجهزة التنصت وتصوير الوثائق.
مخابرات العالم في سباق وصراع ليس له نهاية.. كل فريق يقرأ الآخر ويعمل على جمع المعلومات الخاصة به ليتقي شروره.. الكل يتجسس على الآخر ولا فائز ولا مهزوم لأن الدول لديها معلومات عن الأصدقاء والأعداء تستخدمها وقت الحاجة إليها ودائما تأتي المصائب والأزمات والمشاكل على أيدي الجواسيس ويبقي الصراع والمواجهة قائمة ما بين أجهزة المخابرات في كافة الدول وبين تلك الأجهزة والجواسيس.
