الري الأردنية: مواردنا من المياه لا تكفي ربع السكان
أدرك العالم خلال الفترة الأخيرة خطورة التغيرات المناخية التى فرضت عليه مؤخرا ولم تسلم الدول العربية من أثر هذه التغييرات وعقدت مصر مؤخرا مؤتمر المناخ Cop 27 بمدينة شرم الشيخ وتضمن إطلاق برنامج عمل جديد مدته خمس سنوات في COP 27 لتعزيز حلول تكنولوجيا المناخ في البلدان النامية.
أزمة المياه في الأردن
وكان الأردن من بين الدول العربية التي أثرت أزمة المناخ عليها بشكل ملحوظ وتواجه الدولة الأردنية أزمة كبيرة بسبب نقص المياه وتزداد التحديات يومًا بعد الأخر حيث لا تكفى ربع عدد السكان.
وقال الناطق الإعلامي لوزارة المياه والري الأردنية، الدكتور عمر سلامة، إن العالم يدرك حجم التحديات التي يواجهها والتغيرات المناخية التي فرضت في الآونة الأخيرة، وهذا أثر على الأردن في السنوات الماضية، حيث تضاعف عدد السكان في السنوات السابقة وبلغ عدد السكان 11 مليون و400 الف تقريبا، وأن مصادر المياه لدى الأردن لا تكفي الا لـ 3 مليون نسمة.
مصادر المائية والتغيرات المناخية
وأشار سلامة، فى تصريحات له إلى أن قلة المصادر المائية والتغيرات المناخية وتراجع الهطولات المائية بشكل كبير أثرت على الأحواض الجوفية، وهناك 12 حوضا معرضا "للتملح" نتيجة الاستنزاف وضخ ضعف كمية المياه.
خطط مواجهة الأزمة
وأضاف، أنه تم عمل مشروع الديسي في عام 2013 لحل مشكلة المياه، وليكون هناك تزويد مستمر للمياه، ومع دخول الأزمة السورية تم الرجوع للمربع الأول.
وأكد، أنه هناك خطط للسير بخطى ثابتة لمشروع الناقل الوطني، حيث يعتبر المشروع من المشاريع الأردنية الحيوية الاستراتيجية بامتياز، وسيبدأ بضخ المياه في عام 2028، بحيث تتعرض جميع مناطق المملكة للتزويد المستمر على مدار الساعة.
فاقد المياه
ولفت إلى أنه بعد الانتهاء من تنفيذ مشروع الناقل الأردني للمياه، سيتم العمل على إيجاد حلول وتخفيض فاقد المياه، وقال إن من أبرز التحديات لفاقد المياه هو الاعتداء على خطوط المياه، حيث تؤثر بشكل كبير، ومازالت الشبكات نتيجة قدمها وتشغيل دورة مياه مرة واحدة في الأسبوع تأثر على هذا الموضوع، لكن في حلول عام 2030 سيتم الوصول إلى 20%، من فاقد المياه.
وقال سلامة، إنه يتم تنفيذ حملات يومية لضبط الاعتداءات على المياه، وأنه منذ صيف عام 2021 حتى الان، تم ضبط 13 ألف اعتداء على الخطوط الرئيسية للمياه، و71 ألف اعتداء منذ إطلاق حملة " احكام السيطرة "، وهي ارقام مفزعة وكبيرة، واكثر من 18 الف اعتداء على قناة الملك عبدالله، و2000 بئر مخالف، منها 1200 بئر تم ردمها منذ اطلاق حملة " احكام السيطرة " حيث تعتبر تهديد لمصادر المياه.
مياه البحر الأحمر
وأشار إلى أن التقديرات الأولية لمشروع الناقل الوطني تقدر بـ 2.5 مليار دولار، وجلالة الملك عبدالله الثاني حشد الجهود دوليا بهذا الخصوص، وهناك التزامات دولية للمشروع بـ 1.8 مليار دولار، وهو رقم يحقق طمأنينة، وهو مشروع سيرى النور قريبا، وقال إن الشركات ستقدم عروضها الفنية حتى شهر مارس المقبل، ويبدأ التنفيذ ارض الواقع مباشرة.
وأكد، أن الخط سيبدأ من مياه البحر الأحمر في العقبة، وسيتم تركيب محطات ضخ كبيرة ومحطات تحلية، وبعد ذلك محطات لتوليد الطاقة، حيث سيعمل بالطاقة الذاتية الشمسية خلال أوقات النهار، وسيضمن هذا المشروع التوسع مستقبلا في إنشاء محطات المياه.
الأحواض الجوفية
وفيما يتعلق باستكشاف الأحواض الجوفية، قال أنه يتم استكشاف أحواض جديدة مثل حوض السرحان، وحوض شيدية الحسا، وحوض حسبان، حيث تم حفر بئرين في حوض حسبان بقدرة 250 متر مكعب لكل بئر، وسيتم الاستفادة من هذه الاحواض في حلول الصيف القادم، والآبار التي تم حفرها في خان الزبيب تسرع الخطة لاستخراج المياه.
ونوه إلى أن العجز المائي بلغ 500 مليون متر مكعب، لكن قياسا للظروف المائية يعتبر وضع الأردن جيدا مقارنة بالدول المجاورة، حيث تعد الصناعة والزراعة والسياحة قائمة لدى الأردن.
مياة الاردن
وقال، إن مأمونية المياه جيدة بالنظر للدول المجاورة وما تعانيه من انتشار الكوليرا، ويعتبر الأردن من أفضل دول العالم في مراقبة مياه الشرب.